ينبشون القمامة بحثا عن رزق أطفالهم

2015/09/01
Updated 2015/09/01 at 9:24 صباحًا

-

غزة- الحياة الجديدة- هاني ابو رزق- يبحثون عن لقمة عيشهم داخل اكوام النفايات, روائح كريهة, واخطار جمة قد تعرض حياتهم للخطر، ورغم ذلك يصر العمال على مواصلة عملهم في “التنبيش” أي جمع البلاستيك والقطع المعدنية من داخل مكبات النفايات وفي الحاويات المنتشرة في الشوارع داخل قطاع غزة لتوفير متطلباتهم اليومية وقوت ابنائهم.
صباح كل يوم يتوجه الشاب عامر الريفي (28 عاما) الى مكب النفايات الذي يتواجد في منطقة اليرموك داخل مدينة غزة باحثا عن بعض البلاستيك والقطع النحاسية وحتى الحديدية رغبة منه في بيعها وتوفير لقمة العيش لأبنائه الاربعة.
ويتابع الريفي والعرق يتصبب من على جبينه قائلا :”نتيجة لقلة العمل داخل قطاع غزة اتجهت الى العمل فيما يسمى “التنبيش” وهو البحث داخل القمامة على البلاستيك والمعادن وبيعها, مشيرا الى ان العمل داخل قطاع غزة شحيح للغاية خاصة في ظل الحصار.
ويشير الريفي بيده اليسرى الى يديه اليمنى المكلمة بالجروح جراء الاصابات التي تعرض لها خلال عمله في “التنبيش ” ويقول :” نتيجة عملي المستمر في “التنبيش” تعرضت الى اصابات عديدة ونقلت على أثرها الى المستشفى, مبينا أن “التنبيش” يعتبر من الأعمال الخطيرة التي تعرض حياة العامل الى الخطر.

البحث عن قطع بلاستيكية ونحاسية
وينتشر الباحثون عن قطع البلاستيك والنحاس “النباشين ” داخل مكبات النفايات المنتشرة داخل قطاع غزة رغبة منهم في توفير مصدر رزق لهم يقيهم الجوع الذي اصبح ملازمنا لهم, ورغبة منهم في توفير احتياجات ابنائهم وتأمين مستقبلهم الضائع, ودائما ما يلفت المارة في الشوارع الرئيسية لمدينة غزة صورا تتكرر صباح كل يوم لأطفال يعبثون داخل الحاويات.
وليس بعيدا عن الريفي يبحث ابراهيم عطا الله “53 عاما ” بين أكوام النفايات, فارزا بعضا من قطع البلاستيك الى قطع النحاس الى الجانب الآخر كي يبيعها ويستنفع منها.
ويضيف عطا الله وعلامات التعب ظاهرة على محياه قائلا :”لا يوجد عمل متوفر امامي سوى جمع ما تيسر من البلاستيك وبيعها الى الاشخاص الذين يقومون بإعادة تصنيعها وبيعها من جديد.
واشار عطا الله ان هناك العديد من المسؤوليات والمتطلبات اليومية الواقعة عليه فهو يقوم بإعالة 5 من أفراد اسرته, مبينا ان المبلغ الذي يحصل عليه من بيع ما يجمعه هو من 20 الى 30 شيكلا وهو لا يكفيه حتى لسد ادنى الاحتياجات لعائلته.
وعلى متن عربة يجرها حصان يجلس محمد الذي رفض البوح عن اسم عائلته وقدمه مصابة وملفوفة “بالجبص “, بينما يقوم صديقه بجمع المواد البلاستيكية بين اكوام النفايات.
فيقول :”انا لا أعمل منذ عدة شهور نتيجة لتعرضي لإصابة بكسر بقدمي جراء وقوع بعض المواد الصلبة عليها اثناء عملي في جمع البلاستيك والمعادن الاخرى ,مشيرا الى ان هناك العديدة من الواجبات الملقاة على عاتقه فهو يعيل سبعة من الابناء.
ويعتبر البحث داخل النفايات عن القطع البلاستيكية والمعادن داخل مكبات النفايات وفي الحاويات عملا خطيرا قد يعرض حياة العامل الى الخطر,او انتقال بعض الامراض المعدية بين العمال في بعض الاحيان.
خطر ومرض
ومن جانبه اوضح المهندس سهيل ابو عبدو مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة ان العمال الذين يقومون بجمع البلاستيك والمعادن قد يعرضون انفسهم الى الخطر كونه عملا خطيرا, ويعتبر احد الاسباب في انتقال الامراض الخطيرة بين العمال بعضهم البعض.
وتابع قائلا: “البلدية تمنع هذا العمل نتيجة للخطورة الناتجة عنه, ولكن بسبب للأوضاع الاقتصادية المتردية لكثير من العوائل الغزية, فإن البلدية تغض الطرف عن العمال, بحيث يجمعون البلاستيك من مكبات النفايات مقابل بيعها لكي يعتاشوا منها.
واضاف: “قامت البلدية بتجربة وهي عملية فرز القمامة سواء من المصدر او فرزها في مصنع فرز النفايات، والتي تمكننا من الاستفادة من البلاستيك بصور عملية وبطريقة جمع متقنة, وتجنب تعرض العمال الى الخطر”, مشيرا الى انه يمكن استيعاب بعض العمال في هذه المشاريع لكن غياب الدعم المادي يحول دون ذلك, مبينا ان البلدية قامت بتجربة المصنع وفرز المعادن والبلاستيك والورق داخله واستيعاب بعض العمال ولكن نظرا لعدم وجود قوة تشغيلية وغياب الدعم المادي أغلقت البلدية المصنع.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً