نتنياهو يردّ على كيري: الاحتلال ليس أساس النزاع!

2015/12/07
Updated 2015/12/07 at 10:15 صباحًا

13ef89de-5a21-4a53-ae24-f251c23239f8
عاد السجال حول التسوية بين كبار المسؤولين في إسرائيل وأميركا إلى العلن بعدما كان خبا في الشهور الأخيرة، جراء فشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مهمة استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وظهر السجال على وجه الخصوص في كلمات ألقيت في «منتدى صبان» الأميركي من كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وكيري.
ومساء أمس رد نتنياهو، بخطاب عبر الفيديو في مؤتمر «صبان» على كيري، معلناً أن إنهاء النزاع سيتم أولاً مع الاعتراف الفلسطيني بـ «الدولة اليهودية»، ناكراً كلام كيري عن السير نحو دولة ثنائية القومية. وشدد نتنياهو على أن الحل الوحيد للنزاع هو إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بـ «الدولة اليهودية».
وقال نتنياهو إن «الاحتلال والاستيطان ليسا أساس النزاع، وإنما على الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية، لأن كل شيء بدأ من هناك». وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يعتبر أن «احتلال أرض فلسطين بدأ في العام 48. هل أبو مازن يرى أن تل أبيب أرضاً محتلة؟ أو بئر السبع؟ أو حيفا؟ هو ليس مستعداً لأن يقول للفلسطينيين إن هذا انتهى. إنه غير مستعد أن لا تكون لهم مطالب أخرى من الدولة اليهودية».
وقد رد نتنياهو أولاً في جلسة الحكومة الإسرائيلية صباح أمس على حملة كيري على السياسة الإسرائيلية التي لا تترك، حسب قوله، سوى حل الدولة الواحدة ثنائية القومية. وقال نتنياهو، أمام وزرائه، إن «إسرائيل لن تكون أبداً دولة ثنائية القومية. فمن أجل إحلال السلام، ينبغي أن يقرر الطرف الثاني أيضاً أنه يريد السلام. ولأسفي، فليس هذا ما نرى».
وواصل نتنياهو حملته على السلطة الفلسطينية حيث قال إن «تحريض السلطة متواصل، وأنا أرى كبير المفاوضين الفلسطينيين ليس فقط لا يشجب، وإنما يذهب لتعزية عائلة مخرب حاول قتل يهود، وهو بذلك يقدم الدعم والتشجيع للأعمال الإرهابية. وكل من يرغب في السلام ينبغي أن يدين هذه الأفعال أشد إدانة، كما أفعل هنا الآن».
وكان عضو الكنيست موتي يوجاب أول من حمل على أقوال كيري بشدة. وقال «مع كل الاحترام والشكر لصديقتنا أميركا، أثبت الواقع أن تقديرات ونشاطات جون كيري السياسية في العديد من المناطق في العالم كانت سلسلة أخطاء وإخفاقات: في مصر، أوكرانيا، سوريا وأيضاً في إسرائيل. فآراؤه وخطاباته منفصلة عن الواقع الشرق أوسطي».
وحسب يوجاب «لم تكن هنا أبداً أي دولة فلسطينية وإلى الأبد لن تقوم. ومسؤوليتنا في يهودا والسامرة كانت وستبقى لأمننا ولتعزيز الاستيطان في كل أرجاء إسرائيل، وأيضاً عن نسيج حياة العرب هنا. إن جزءاً من الرد على الإرهاب هو التأكيد على أن عودتنا ليهودا والسامرة تمت لترسيخ سيطرتنا والبقاء فيها إلى الأبد».
وقالت رئيسة كتلة «البيت اليهودي» في الكنيست شولي معلم إن «هناك ما يثبت سوء إدارة النظام الأميركي الحالي للسياسة الخارجية واختلال فهمه لما يجري في الشرق الأوسط. فحلُّ الدولتين يعرّض للخطر وجود ما سيبقى من دولة إسرائيل. والميل الديموغرافي الذي يستند إليه كيري لا يتعلق بالواقع الحالي، حيث نسبة التكاثر عند العرب في تراجع، فيما هي عند اليهود في ارتفاع واضح».
وكان كيري قد عرض في خطابه، أمام «مؤتمر صبان» أمس الأول، انتقادات شديدة للسياسة الإسرائيلية التي رأى أنها تضر بإسرائيل على المدى البعيد. وقال كيري، محذراً من عواقب غياب العملية السياسية، إن «الميول الحالية تقود إلى واقع دولة واحدة»، مشدداً على أنه «حينها ليس بوسع إسرائيل الحفاظ على طابعها اليهودي والديموقراطي».
ويتسم خطاب كيري بأهمية كبيرة كونه يأتي بعد أسبوع من فشل مهمته في إسرائيل، حيث عجز عن نيل أي مظهر مرونة من جانب نتنياهو. وشدد كيري على استمرار التزام الإدارة الأميركية بحل الدولتين، ولكن ينبغي على الطرفين اتخاذ القرار.
ورداً على سؤال حول الرد الدولي إذا قررت إسرائيل ضم الضفة الغربية، تساءل كيري «كيف سيكون بوسع إسرائيل أن تبقى يهودية وديموقراطية من دون غالبية يهودية بين نهر الأردن والبحر المتوسط؟».
وحسب كيري فإنه إذا استمر الوضع الراهن فإن هناك خطراً حقيقياً من انهيار السلطة الفلسطينية. وتساءل «إذا كان هذا ممكن الحدوث، وإسرائيل ترغب في صمود السلطة، ألم يكن ينبغي لإسرائيل أن تفعل المزيد لتعزيزها؟ فمن دون السلطة الفلسطينية ستغدو إسرائيل مسؤولة عن السيطرة المدنية في الضفة الغربية، وسيضطر الجيش الإسرائيلي لنشر عشرات الألوف من جنوده. أنا أؤمن أن كثيرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يرغبون في رؤية خطوات لتعزيزها»، مشيراً إلى أنه قرأ أن وزراء في إسرائيل يفرحون إذا انهارت السلطة.
وأدان كيري بشدة ما اعتبره عنفاً فلسطينياً، لكنه قال إن أبا مازن «يبدو أشد يأساً من أي وقت مضى».
وأشار في كلام موجه لنتنياهو إلى أن عليه أن يثبت أن تأييده حل الدولتين «ليس مجرد شعار» وإنما هو سياسة للحكومة الإسرائيلية. وقال إنه برغم كلام نتنياهو عن تأييده لحل الدولتين إلا أن الكثير من وزرائه يعلنون صراحة أنهم سيعارضون دائماً هذه الخطوة. وقال لنتنياهو «ليس بوسعنا دوماً مواصلة التظاهر»، و«دوماً هناك سبب لعدم العمل، ينبغي النظر إلى ما وراء سياسة اللحظة». وأكد أن استمرار البناء في المستوطنات «يثير أسئلة بشأن نيات إسرائيل على المدى البعيد». وأوضح أن إسرائيل لم تمنح طوال العام 2014 أي إذن بناء للفلسطينيين في المنطقة «ج».
واختتم كلامه بمطالبة الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، بل أعرب عن استعداد لعقد مؤتمر دولي مع الدول العربية، ولكن «إذا استمر الوضع الراهن ليس واضحاً كم من الوقت ستبقى السلطة». وأشار إلى أن «الكثيرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون بوجوب اتخاذ خطوات لتعزيز السلطة الفلسطينية. فتعزيز أبو مازن أمر حاسم لأمن إسرائيل». وطالب بتوسيع الصلاحيات المدنية للفلسطينيين في الضفة، مؤكداً أن ذلك لا يضر بأمن إسرائيل.
السفير

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً