هل يشق «الليكود» بحزب جديد على خطى شارون؟ يعلون يعترف: الاحتلال يُفسد الجيش الإسرائيلي

2016/04/09
Updated 2016/04/09 at 9:14 صباحًا

20160804211553

توجد للمادة في الطبيعة أربعة اشكال هي الغاز والسائل والصلب وعقل موشيه يعلون. فحينما يثبت موقف يعلون فليس هناك قوة في العالم يمكنها أن تغيره. فهو يتحصن ويجمع المعطيات، حقيقية أو كاذبة، لإثبات صحة موقفه، ويرفض الاعتراف بامكانية أنه قد اخطأ. هذا عناد يمكن تحمله، يتمسك يعلون بموقفه، لكنه لا يناضل من اجله في وجه رؤسائه. لذلك، عندما دافع عن موقفه بشدة في موضوع الجندي من حادثة الرميدة قبل اسبوعين، ذُهل من نتائج الانتقادات العلنية لبنيامين نتنياهو الذي كان موقفه معاكسا. وقال إن أقواله لرئيس الحكومة ستبقى «بينهما». هذه الظاهرة للموقف الاساسي الايجابي والسلوك الفعلي السلبي ميزت يعلون منذ اصبح رئيساً للأركان. «الاحتلال مُفسد»، وافق في حينه، «لا شك أن حقيقة أنك تفرض على شعب آخر مقدار حركته وكيفية كسب رزقه، هي مُفسدة. الجيش لا يمكنه أن يتملص من الحديث عن ذلك أمام الجنود. وهناك حاجة الى اكسابهم المصداقية لأنهم يناضلون من اجل شيء عادل. نحن شعب له قيم ومجتمع له قانون». هذه الاقوال تلائم الاقوال التي جاءت في افتتاحية «هآرتس»، لكن يعلون لا يكرر هذه الاقوال. وقد وفر بحث داخلي أجراه في الجيش بعنوان «النقاش القيمي الاخلاقي في الجيش حول المواجهة مع الفلسطينيين في مرآة التحقيقات العملياتية»، برهانا آخر حول تلون الضباط رفيعي المستوى في الزي العسكري وفي السياسة. في الاسبوعين الأخيرين، منذ اطلاق تلك الرصاصة القاتلة، لم يتم اطلاق الرصاص على أي حامل سكين. طريقة التنديد واعطاء الغطاء ليعلون، التنديد الفوري بالجندي الذي اخطأ، والغطاء الدائم لرئيس الاركان، غادي آيزنكوت، دفعا يعلون نحو اليسار في النقاش الداخلي في «الليكود» وفي التنافس بين اليهود و»البيت اليهودي». إن ما حدث له حدث مع أسلافه الذين جاؤوا من جهاز الامن، والذين أدركوا أن المستوطنين يريدون منهم التنفيذ فقط وليس اتخاذ القرارات. عيزر وايزمان، الذي تصادم مع مناحيم بيغن، اسحق مردخاي الذي تجادل مع نتنياهو، اريئيل شارون الذي دُفع الى تفكيك الائتلاف واقامة حزب منافس للسلطة، شاؤول موفاز الذي غادر «الليكود»، يريد «الليكود» جنرالات ينفذون الأوامر لا أن يعطوها. كثيرون يتمنون الآن سقوط يعلون. مثلا المحامي ايلان كاتس، أحد المدافعين عن الجندي من الخليل. كاتس كان نائب المدعي العام العسكري في العام 2003. والمدعي العام العسكري في حينه مناحيم فنكلشتاين قام بمنح رتبة جنرال لنفسه، لأول مرة في تاريخ الجيش الاسرائيلي. كان المهم بالنسبة لفنكلشتاين الاقناع بأن هذه الرتبة ليست شخصية، بل تعكس الوزن الجديد للقضاء العسكري داخل الجيش وخارجه (المستشار القانوني للحكومة، المحكمة والعالم). لذلك طلب فنكلشتاين ترفيع رتبة نائبه كاتس. وفي الوقت الذي كان فيه طلب ترفيع كاتس الى طاولة رئيس الاركان يعلون، تحطمت مركبة الفضاء «كولومبيا» وقُتل العقيد ايلان رامون. وأراد سلاح الجو منح رامون رتبة نائب جنرال بعد موته، لكن يعلون رفض حتى لا تصبح هذه سابقة. لأنه مع كل سقوط لعالم فضاء اسرائيلي سيُطلب ترفيعه رتبة. في 2004، في ذروة السنوات الثلاث ليعلون كرئيس للاركان، كتب العقيد عتار دغان، كطالب في معهد الامن القومي، بحثا سنويا حول «النقاش القيمي الاخلاقي» في الجيش حول المواجهة مع الفلسطينيين. دغان هو من مواليد كيبوتس مرحافيا، وكان من أبرز قادة سلاح المدرعات، مثله مثل الكثير من الطيارين الذين شاركوا في الدورة. وكان منهم قائد وحدة النخبة في سلاح الجو. وبعد أن أنهى تعليمه أصبح ضابطا في القيادة الوسطى. وكان آيزنكوت في حينه قائدا لفرقة 877 (أيوش). أثار بحث دغان اعجاب قائد الكلية، الجنرال ايلان بن رؤوبين (الآن هو عضو كنيست في المعسكر الصهيوني). وقد قام بن رؤوبين بتوزيع البحث على جميع الجنرالات وقادة الألوية والمعاهد العسكرية والوحدات الخاصة. ولكن بسبب حساسية هذا الموضوع حذر قائلا: «يجب عدم وصول هذا البحث الى جهات اخرى خارج نطاق الجيش». وحسب ما جاء في البحث، «النقاش القيمي الاخلاقي كان دائما عاملا مهما في حياة الجيش الاسرائيلي. وكجيش في دولة ديمقراطية أنشئ على خراب وذكرى الكارثة، فان اخلاق الحرب مهمة جدا في تربية الجنود. ولكن بعد حرب يوم الغفران حدث تغيير في سلوك العدو الذي نواجهه. وأصبحت الحرب في مناطق مأهولة بالمدنيين الأبرياء تنشئ وضعا معقدا فيما يتعلق باخلاق الحرب وطهارة السلاح. فاحيانا يقوم العدو بحمل السلاح ويظهر كأنه مواطن ساذج وبسيط». وهذا الامر خشي منه دغان، وأكد عليه في بحثه. وقد كتب دغان أن الحالات الشاذة كانت طرف جبل الجليد. «هناك مشكلة حقيقية»، قال له دافيد مناحيم، قائد كتيبة في حينه وقبل وقت قصير كان رئيسا للادارة المدنية. رئيسة قسم التعليم في الجيش الاسرائيلي، ياعيل هاس، قالت قبل ايام في محاضرة لها في جامعة تل ابيب إن رئيس الاركان «يلاحظ وجود ضبابية في فهم القيم» في اوساط الجنود الذين يجدون صعوبة في ابقاء مواقفهم السياسية في البيت. وأشارت هاس الى مشكلة تمت الكتابة عنها هنا في تشرين الاول 2015 وهي «حقيقة أن الجنود يتعرضون باستمرار الى تأثير مواقع اليمين المتطرف في الانترنت مثل موقع «0404». والمفارقة هي أنه قبل المحاضرة بيوم بُث في هذا الموقع خطاب رئيس الاركان أمام عدد من الضباط حيث تطرق بشكل معمق الى قضية الخليل. وبكلمات اخرى، مثلما أن الموقع وأشباهه يلتفون على القيادة العسكرية ويصلون الى الجنود، هم ايضا يحصلون على المعلومات من هؤلاء الجنود. قائد كتيبة لـ»حماس» اضطرت قيادة «حماس» في قطاع غزة، مؤخراً، الى التعامل مع فضيحة اخلاقية. فقبل شهرين تم اعدام محمود شتيوي، قائد كتيبة في الذراع العسكرية في «حماس» في منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة. شتيوي كان معتقلا لأكثر من سنة وبعدها تم اعدامه بالرصاص. وفي بداية شباط أعادت «حماس» جثته الى عائلته وقالت إنه تم اعدامه بعد اعترافه في التحقيق بمخالفات اخلاقية. الجدل حول قضية قائد الكتيبة يتساوق مع صراع القوى المتزايد في «حماس». في طرفه الاول خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» في قطر، وفي الطرف الثاني الرباعية التي تقود الذراع العسكرية في غزة التي تشمل ضيف ومروان عيسى ويحيى السنوار، الذي يشكل حلقة الوصل بين الذراع العسكرية والمستوى السياسي والذي له صلاحية كبيرة وتأثير في كتائب عز الدين القسام، وهو الذي يتبنى الخط الاكثر تشددا نحو اسرائيل، والذي كان من خلف تصميم الذراع العسكرية على تعزيز العلاقة مع «داعش» في سيناء، رغم أن هذا يغضب مصر بشكل كبير. وحسب تقديرات كثيرة فقد كان السنوار طرفا في عملية اعدام شتيوي في محكمة ميدانية داخل الذراع العسكرية لـ»حماس». إن قرارا كهذا كان يفترض أن يكون من صلاحية القيادة السياسية. غضب مشعل من عدم اشراكه في القرار حول قضية قائد الكتيبة، ومشعل الذي يقلق من استقلالية وقوة القيادة العسكرية، اقترح تعيين لجنة تحقيق في القضية ووضع حدوداً للصلاحيات والمسؤوليات. ويجلس هنية على الجدار، ويتلوى بين قطبين أكثر قوة منه. وما زال الجيش الاسرائيلي يتمسك بموقفه وهو أن «حماس» تكبح استخدام قوتها العسكرية، وهي تهتم باعمار القطاع عسكريا واقتصاديا. في تشرين الاول الماضي، حينما تصاعد العنف في الضفة الغربية، كانت مظاهرات احتجاج عنيفة على الحدود بين القطاع واسرائيل. ولكن في الآونة الاخيرة تراجع عدد المشاركين في هذه المظاهرات من الآلاف الى العشرات. ويبدو أن «حماس» لا ترى أي فائدة من الاحتكاك مع اسرائيل على الحدود. حكومة اسرائيل فرضت على الجيش الاسرائيلي العمل على اطالة فترة الهدوء والاستعداد لمواجهة اخرى محتملة. والانفجار قد يأتي بعد عملية كبيرة لـ»حماس» في الضفة أو اتخاذ الجناح العسكري القرار باستخدام الانفاق الهجومية قبل كشفها من قبل الجيش الاسرائيلي وقبل وضع الاجهزة التكنولوجية التي تكشف الانفاق في المستقبل. الدرس الرئيسي للذراع العسكرية في «حماس» من الحرب الاخيرة في القطاع قبل سنتين تقريبا هو أنه يجب مفاجأة الجيش الاسرائيلي. وبالنسبة لـ»حماس» فقد فقدت عنصر المفاجأة في الجولة الأخيرة. وحسب تقديرات الجيش الاسرائيلي، لا تريد «حماس» المواجهة مع اسرائيل بسبب الوضع السياسي والوضع الاقتصادي المعقدين. ولكن قوة الذراع العسكرية في ازدياد، وهناك توتر بينه وبين القيادة السياسية. الاستخبارات الاسرائيلية تتعامل بشك مع ما يحدث في القطاع والجيش الاسرائيلي يستعد لمواجهة محتملة في الربيع أو الصيف، رغم ادراكه أن هذه المواجهة ربما لن تحدث. عن «هآرتس»

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً