الجنود خالفوا التعليمات وقتلوا فلسطينيين !! … بقلم : سمير الأسعد

2013/01/24
Updated 2013/01/24 at 11:10 صباحًا

عادة ما يخطأ جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقتلون فلسطينيين بالرصاص ، او يقوم بعضهم بمخالفة الأوامر في كثير من الحالات تبعا لسوء فهمهم او معاناتهم من  صعوبات في سمعهم او أبصارهم . ونفس الشيء يحدث مع الجيش الأمريكي الذي كثيرا ما يقصف مناطقا مأهولة بالسكان المدنيين قاتلا العشرات منهم خطأ . حدث ذلك في العراق وأفغانستان واليمن وغيرها الكثير . يُظهرون لنا دائما ان الجندي الإسرائيلي حساس جدا ويخاف على حياته الدّرة الغالية  الثمينة مضحيا بأرواح الآخرين من اجل الحفاظ عليها ، ويظهرون لنا ان الجندي الأمريكي مرهف الحس يبكي كثيرا إذا قتل أبرياء مبررين ذلك بالخطـأ وانشغال البال بأمور اخرى غير الحرب والقتال حيث تضطر للشفقة على حاله ويمكن ان تبكي أنت أيضا رحمة به .

الجندي الإسرائيلي لا يحتاج الى مبررات لقتل المدنيين العزل خاصة ان هؤلاء المدنيين يمتلكون الأسلحة الفتاكة من السكاكين والحجارة ولعب الأطفال البلاستيكية التي قد يؤدي استخدامها او مجرد النظر إليها الى انحطاط في نفسية الجندي الإسرائيلي الذي مل انتظار نشوب حرب ما يفرغ فيها كبته ويملأ فراغه ويحتاج الى استعادة لياقته ومهارته في التصويب والضغط على الزناد.

ان الثقافة التي يحملها الجندي الإسرائيلي مليئة بالإجرام والدموية وله قلب قاسي لا يلين ويحتاج الى إراقة المزيد من الدماء كلما كان ذلك ممكنا ولا يطرف له جفن عندما يقتل الفلسطيني ويتلذذ بمشاهدة دماء “الغوييم” ولا يعرف الندم ما دام ينفذ الأوامر من القيادات العليا التي تنادي بعودة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وتدعو الى السلام وعودة الأمن والهدوء والمحبة والود.

ان حياتنا كفلسطينيين لا تهمهم كثيرا فنحن الرعاع المتخلفون الذين ينغصون عليهم حياتهم وهم السادة الذين يحترمون الإنسان ، نحن الذين يختفي مقاتلونا داخل تجمعات المدنيين المسالمين ويستخدمونهم دروعا وساترا لهم للحيلولة دون وصول أدوات القتل الى رقابهم فتضطر أحيانا طائراتهم لقصفهم مما قد يوقع بعض الضحايا .

ونحن من يتعرضون لدورياتهم وآلياتهم العسكرية والمدنية ونطلق عليهم الرصاص والقنابل الحارقة والحجارة فيضطرون للقتل دفاعا عن النفس

لقد استفادوا كثيرا من عقائدنا وتضحية الكثيرين بأرواحهم من اجل مبادئهم الدينية او الوطنية التي توصلهم الى النصر او الشهادة فأخذت أخطاء اليهود  تزداد واخذ دفاعهم عن أنفسهم منحى الهجوم رغم كون جيشهم للدفاع فقط والذي اخذ اسمه لكسب الود والدعم العالمي الذي يساعدهم من اجل تقوية صمودهم على أرضهم التي يطمح جيرانهم من العرب الهمج المجرمين ان يطردوهم منها . هكذا كانت دعايتهم والتي أوصلتهم الى العالم المتأثر جدا بالجرائم النازية ضد اليهود وضد حقوق الإنسان المتحضر خاصة إذا وجد في ارض مليئة بالتخلف والجمود الفكري والتعصب الديني لأناس لهم أذناب كأذناب الحيوانات .

لا يمكن تلافي الأخطاء أثناء الحروب التقليدية حتى تنتهي ، ولكن حربنا الشعبية مع اليهود طويلة لا تنتهي الا بانتهاء وجود المعتدي الذي يحرك العالم ويجره وراءه باستخدام الإعلام المشوه الذي يعتبر دفاع الفلسطيني عن أرضه وعرضه ومقدساته خطأ كبيرا وعملا إرهابيا يُقتل من اجله ومن اجل الدفاع عن حياة آخرين ويحاسب عليه حسابا عسيرا ، وقتله خطأ او عمدا لا يحرك أحدا ولا يهز ضميرا

ان قناعة العالم المتحضر الأول بشرعية ما يقوم به الاحتلال الصهيوني جاء بتحالف قوى الشر العالمية التي تسيطر على العالم سيطرة مطلقة لتقسيمه وللاستحواذ على مقدرات الأمم وثرواتها الطبيعية من خلال زرع كيان غاصب غريب يسهّل العملية ويشكل الجسر الذي من خلاله تُنقل الغنائم ومن ثم تعلق عليه الأخطاء التي يرتكبها سواء بقصد او بدونه.

ان احترام وتقدير القاتل ودعمه ماديا ومعنويا لن يجعله الأقوى والأفضل لان إرادة الشعوب المحتلة المتلهفة للحرية  تتفوق على ضعف الظالم الذي يخاف صحوة المظلوم ويحسب حساب الغضب الكامن داخل الأعماق التي تتحرق شوقا للتمرد والانتقام.

لا جديد فيما تقوم به اسرائيل من قتل وسلب ونهب وتدمير بل الجديد هو انتهاء فاعلية مبرراتها واستهتارها بحياة شعوب العالم كافة لأنها لا تتورع عن القتل لكل من يعارض مصالحها والعالم بات على دراية ووعي لضرورة انتهاء آخر احتلال عسكري لأراضي الغير

ان الخطأ هو السكوت عن الخطأ الذي تتستر وراءه اسرائيل في عملية قتل الشعب الفلسطيني وأساليبها في خداع الرأي العام العالمي الذي تهب في وجهه وتلهبه رياح الإعلام الصهيوني اليومي  يفرضه عامل التكرار والإصرار والذي يستدر عطف شعوب العالم من خلال قلب الحقائق وتشويهها وعكسها دون رادع ودون إعلام عربي فلسطيني مضاد يبين الحقائق ويزيل الغشاوة ويغير في مسار وسائل الإعلام العالمية التي تهتم دائما بأخبار اليهود بشكل مبالغ فيه أحيانا كثيرة. ان نجاح سياسات اليهود في تهويل مصائبهم وتصوير حياتهم على أنها جحيم بقصد استدرار العطف والشفقة رغم ما يقومون به من مجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني ورغم زيف  وكذب إعلامهم  تظهر خلو الساحة من العدو الإعلامي القوي الواعي ومدى الضعف في تثبيت قناعات لدى الشعوب الأقدر على التأثير في سياسات حكوماتها التي تبتز أموالهم لتؤازر اليهود وتدعمهم في استمرار عدوانهم واحتلالهم.

ان دور كل مندوب وممثل لنا في الخارج سواء كان يعمل بشكل رسمي او غير رسمي كالطلاب والتجار والسياح ان يحاولوا تجربة الإعلام الشخصي للدفاع عن القضية والدولة الفلسطينية ونشر ثقافة الضد لما يقوم به الإعلام المقابل من اجل قضيته المعتدية والظالمة التي تقوم على تزوير الحقائق من خلال تحويل الظلم الى تظلم ومن خلال قدرته على تقمص شخصية الضحية المغلوبة على أمرها رغم كل ما تقوم به من مجازر واعتداء.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً