عتمة الشاعر .. بقلم :زياد خدّاش

2017/06/13
Updated 2017/06/13 at 10:44 صباحًا


ينزل الشاعر المحبوب عن المنصة، بعد أمسية شعر أنيقة محاطا بخجله وبذهول الجمهور:
ياه كم هو حقيقي مثلنا! ها هو يسعل وله غمازة وفي يديه شامتان وعلى حذائه آثار غبار، صافحوه بحرارة فرن، ثم انشغلوا عنه بالبقلاوة وبصفائح اللحم والسبانخ، غادر هو إلى بيته القريب، محاطا بصمتهم وصمته، مشى على قدميه ومع نفسه وهو يحس ببرد غريب يلسع مؤخرته، تحسس بنطاله من الخلف، فوجئ بشرخ كبير في بنطاله، خجل من ذاته حاول أن يسخر منها ففشل، أسرع إلى البيت، يتلفت حوله ووراءه، جلس في حضن عتمة حديقته الشديدة الوجود، تذكر أن لا قهوة في البيت، تذكر أن لا نقود كافية معه لشراء القهوة، وتذكر أنه جائع جدا، ولام نفسه: لماذا لم آكل من صفائح اللحم والسبانخ مثل الناس هناك؟، دخل بيته، خلع بنطاله الأسود المشروخ ولباسه الداخلي، وقميصه الرمادي الطويل الفضفاض واندس في فراشه عاريا بلا شروخ.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً