أسرة غزية تقيم في مقبرة منذ 50 عاماً !!

2017/08/03
Updated 2017/08/03 at 7:52 صباحًا

كتب حسن جبر:كيف تعيش أسرة فقيرة في مقبرة بمدينة غزة منذ أكثر من 50 عاماً دون أن تنتفع من عشرات المشاريع السكنية التي تم إنشاؤها في قطاع غزة.
هذا هو التساؤل الوحيد الذي سيطر على تفكيرنا ونحن نخطو داخل مقبرة الشيخ شعبان وسط مدينة غزة، حيث تسكن عائلة الغربي في ظروف سيئة للغاية دون أية مساعدة من الجهات المسؤولة.
داخل المقبرة تحلّق عدد من الشبان حول أحد القبور وجلسوا يتحدثون بهدوء قبل أن يقتادونا إلى مدخل منزل مكوّن في غالبيته من ألواح الصفيح.
“أعيش هنا منذ 50 عاماً وما زلت أنتظر الخروج على أحر من الجمر” قالت أم عبد الله الغربي (73 عاما) وهي تستقبلنا بوجه حزين وتدعونا للدخول إلى ساحة منزلها.
“هناك كانت أربعة قبور تشغل حيزا كبيرا من باحة المنزل المتهالك وحين جلسنا على أريكة متهالكة قالت أم عبد الله إن الجرذان والأفاعي تشاركهم الحياة في المنزل وتقتحم حياتهم دون استئذان خاصة في الصيف.
حياة عائلة الغربي بدأت في المقبرة بعد أن جاء الأب لاجئا من مدينة المجدل العام 1948 وسكن في المكان وتكاثرت العائلة والأولاد دون أن يتمكن من الانتقال أو شراء منزل آخر لضيق الحال.
“جئت إلى غزة قادمة من الأردن وتزوجت هنا على أمل الانتقال بعد فترة إلى مكان أكثر ملاءمة، لكن زوجي قبل لم يتمكن من إخراجنا، وبقينا إلى هذه اللحظة” قالت أم عبد الله وهي تنظر إلى ابنها رشاد 43 عاما الذي بادر بالقول: “ولدت هنا وسأعيش هنا وأموت هنا”.
ويؤكد رشاد الذي يعيش مع عائلته أيضا داخل المنزل إنهم حاولوا مع كثير من الجهات الحصول على سكن ملائم دون جدوى كما قال.
وأضاف: يعيش في هذا المنزل نحو 34 فرداً وبالكاد نستطيع توفير الطعام لهم خاصة في ظل انعدام فرص العمل والحياة الصعبة التي نمر بها.
عائلة الغربي لا تطلب المستحيل، كما قال الابن رشاد لكنها تطالب بمساعدتها في الحصول على مسكن ملائم ومناسب لتنتقل إليه وتتخلص من الأوضاع الصعبة التي تعيشها.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً