ارتدادات الحرب السورية على فلسطين؟

2013/08/31
Updated 2013/08/31 at 2:39 مساءً

بيت لحم – ما من صراع دولي او محلي الا وكان له الكثير من الارتدادات السلبية وغير السلبية على القضة الفلسطينية منذ بدايات الحرب الباردة وما شهدته من صراعات بالوكالة ومباشرة بين القوى العظمى التي رأت بالقضية الفلسطينة والصراع العربي الاسرائيلي ورقة اخرى تضاف الى اوراق حربهم الباردة وصولا الى الاحداث العربية المحلية التي لا يمكن فصلها هي الاخرى في مرحلة ما عن تطورات الحرب الباردة وصراع الجبابرة.
sirya
ولم يسجل تاريخ القضية الفلسطينية انقلابا عسكريا او “ثورة” او تدخلا خارجيا او حربا بين الاخوة العرب لم يؤثر على هذه القضية التي رأت فيها انظمة الحكم بانواعها ومختلف مشاربها الفكرية وانتماءاتها ورقة مزايدة تستخدمها في صراعها مع الاخرين بغض النظر عن التدمير والاذى الذي سيلحق بقضية العرب الاولى جراء هذا الاستخدام .

وتأثرت القضية الفلسطينية بالصراع في اليمن والتدخل المصري في هذا الصراع حيث نسب الكثير من الخبراء والمؤرخين والمبررين نكسة حزيران 1967 وضياع بقية فلسطين الى انشغال الجيش المصري في صراع اليمن او على الاقل كان هذا الانشغال احد الاسباب الهامة والحاسمة حسب وجهات نظر اخرى .

وتأثرت فلسطين بالحروب الاهلية العربية وحرب لبنان او كما اصطلح على تسميتها بـ ” الحرب اللبنانية ” من 1975- 1991 ” الا خير دليل على ذلك حيث انخرط الفلسطينييون بقواهم العسكرية والسياسية بصراع لبناني دام اثخن في جسدهم وافقدهم رحابة صدر المضيف وانتهت هذه الحرب فلسطينيا على الاقل عام 1982 باجتياح اسرائيل لمعظم اراضي لبنان وحصار بيروت واخراج قوات الثورة وتشتيتها في اصقاع الارض العربية.

ايضا اجتياح العراق بقيادة صدام حسين في الثاني من اب عام 1990 الكويت وجرى هذا الاجتياح تدخلا غربية ودوليا مدعوما عربيا انتهى على 1991 بطرد الجيش الغازي من ارض الكويت ولا زالت اثار هذه الازمة تعصف بقضية فلسطين حتى يومنا هذا هل ينضم التدخل الامريكي المتوقع في سوريا الى قائمة نكسات القضية الفلسطينية ؟ هل سنشارك السوريين في دفع الثمن السياسي الباهظ ؟ اسئلة برسم اجابة المحليين والقادة.

وفي هذا الاطار قال الكاتب والمحلل عريب الرنتاوي “ان اي اضعاف لسورية دولة ومجتمعا وجيشا هو اخلال عميق بموازين القوى في مواجهة اسرائيل, التي لها مصلحة في تدمير عناصر القوة السورية ولذلك عواقب على القضية الفلسطينية” .

واضاف الرنتاوي “ان ما يجري في سورية هو خسارة للقضية الفلسطينية, والضرر ليس فقط متعلق بالضربة العسكرية المحتملة بل على مدار عامين ونصف منذ اندلاع الاحداث هناك وتمثل ذلك في تشريد مليون ونصف لاجيء فلسطيني”.

وتابع المحلل السياسي ان حجم الضرر الفعلي متعلق بطبيعة الضربة العسكرية…اذا كانت حرب محدودة سيكون الضرر محدود, اما اذا تعدى الى انهاء النظام السوري فان التداعيات ستكون اخطر على القضية الفلسطينية وستخسر فلسطين عناصر قوتها وسيفتح الصراع على الاقليم برمته “.

وعندئذ سوف تنجرف المنطقة في صراعات جديدة -صراعات طائفية – كما يقول الرنتاوي. ويضيف” عندئذ ستكون الخسارة استراتيجية “.

لكن الرنتاوي لا يرى في الحرب الامريكية على سورية ضررا على مسيرة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وقال” بالعكس سوف تعززها الادارة الامريكية وتسرع من مسارها لامتصاص الغضب العربي من ضرب سورية”.

معا

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً