استنفار عسكري وقلق في الأردن مع اقتراب قوات حزب الله والحرس الثوري من حدوده

2016/01/27
Updated 2016/01/27 at 2:16 مساءً

26a500

يعمل على منع عبور الفارين من الحرب بعد عودة الجيش النظامي السوري لبؤرة درعا… ومقتل 14 مسلحا متسللا خلال يومين

 

عمان ـ «القدس العربي»:اضطر الأردن خلال الساعات القليلة الماضية لمواجهة الاستحقاق الجديد الذي فرضته عودة الجيش النظامي السوري لبؤرة درعا القريبة في قرية الشيخ مسكين، وسط رسالتين متناقضتين وصلتا عمان «القلقة» من دمشق وموسكو.

رسالة دمشق ضمنا ومباشرة كررت اعتبار تداعيات العملية العسكرية الجارية حاليا في درعا ومحيط الشيخ مسكين «شأنا أردنيا» خلافا لما تقوله عمان.

وفي الأثناء ينقل نشطاء أردنيون مقربون من النظام السوري، وعائدون للتو من دمشق وبيروت لمسؤولين في بلادهم رسالة الركن الهام في الحكم السوري والخبير في الوضع الأردني الجنرال بهجت سليمان، والتي تقول «للإخوة في عمان.. هذه بضاعتكم «الإرهابية» سترد إليكم». قد تعكس عبارة الجنرال سليمان بعدا له علاقة بـ»شخصنة» المسألة باعتباره السفير السوري الذي تم طرده رسميا من عمان وطلبت منه المغادرة.

لكنها رسالة تقرأ بكل الأحوال في عمان على أساس أنها تعكس المزاج الحقيقي داخل ما يسميه رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور بعقلية «الثأر»التي تحكم نظام الرئيس بشار الأسد، وهو تلميح سمعته مباشرة «القدس العربي»عدة مرات.

بالنسبة للأردنيين تندلع العمليات العسكرية النظامية في درعا «الموالية اجتماعيا وأمنيا» إلى حد متوسط لعمان بدون إظهار أي رغبة من أي نوع في التعاون مع الأردن بصفة مباشرة وخارج القنوات الأمنية.

ذلك موقف «عدائي» ينسجم بإصرار مع قناعة الرئيس بشار الأسد التي عبر عنها عندما التقى القيادي الفلسطيني عباس زكي عندما اعتبر «ما يحصل في درعا مشكلة أردنية».

أكثر ما يقلق عمان وجود قوات للحرس الثوري ولحزب الله في جوار مدينة الرمثا الأردنية التي يقال أمنيا إن الحزب اللبناني حاول عدة مرات اختراقها قبل الربيع العربي، خصوصا إذا ما اخذت بالاعتبار القضية التي تنظر فيها بصمت محكمة أمن الدولة الأردنية بعنوان «تخزين متفجرات» لصالح الحرس الثوري الإيراني في قرية أردنية شمالي المملكة قبل عام.

الموقف الميداني معقد جدا بالنسبة للأردنيين الذين يعتبرون درعا بمثابة «حديقة خلفية» لمصالحهم في سوريا، وأقلها السيطرة على إيقاع حركة اللجوء.

وسبب التعقيد أن الأردن يراقب عودة الجيش النظامي السوري إلى درعا وبدون تنسيق عملي بصعوبة، لكنه يجد صعوبة بهضم فكرة وجود مجموعات مسلحة غير منضبطة تتبع الحرس الثوري أو حسن نصر ألله قرب خاصرة المملكة الشمالية.

من هنا تصبح أحداث قرية «الشيخ مسكين» في درعا المجاورة بؤرة حدث استراتيجي للأردن لا يمكن إغفاله، لأن النسور مهتم ايضا بأن لا تجد الجماعات المسلحة «الإرهابية» حتى بتصنيف حكومته مثل «جبهة النصرة» في الاتجاه نحو حدود الأردن»ملاذا» لها للإفلات من قبضة العمليات العسكرية التي ستنتج عن التمكن من قرية استراتيجية عسكريا مثل الشيخ مسكين أو حتى لمراوغة ناتجة عن هجوم معاكس.

عليه تقرأ عمان تلويح الجنرال بهجت سليمان بعنوان «بضاعتكم ترد إليكم» بجدية وحزم خصوصا وهي تحاول استقراء التحولات التي يمكن أن تشهدها درعا بعد استعادة الشيخ مسكين من المعارضة.

الجواب الأردني المتسارع هنا حصريا كان على شكل خيارين لا ثالث لهما:

الأول طرق باب الخزان الروسي الذي تنمو العلاقات معه خلف الستارة «معلوماتيا وأمنيا».

وهنا حصريا وصلت رسالة موسكو التطمينية التي تؤشر على ان «جميع أطراف العمل العسكري» في سوريا ستعمل بانضباط شديد و»ضمن البرنامج» ودون تفريعات ميدانية، مع الإشارة لعدم وجود مبرر للمخاوف المتعلقة بمسلحي حزب الله والحرس الثوري في حضن درعا. الخيار الثاني الرسالة الواضحة من الجيش الأردني والقاضية باستعداد مستمر لاستخدام كل الإمكانات العسكرية في منع الاقتراب من الـحـــدود حيث ستمنع أي محاولات ومن أي جهة وبقوة النار من المساس بالحدود الأردنية، مما يبرر مقتل 14 مسلحا متسللا بموجب بيانات الجيش الأردني وخلال يومين فقط.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً