ما هو المطلوب من المجلس المركزي….بقلم: فيصل أبو خضرا

2018/01/07
Updated 2018/01/07 at 9:08 صباحًا


كما اعلن سابقاً بان المجلس المركزي بجميع فصائله سيعقد في رام الله في ١٤- ١٥ كانون الثاني الجاري، فان
الشعب الفلسطيني جميعه يطلب من هذا المجلس ، والذي يعتبر أعلى مرجعية فصائلية بغياب المجلس الوطني والذي تمنينا ان يجتمع بجمع الفصائل ، بما فيها حماس والجهاد ولكن الخوف كل الخوف ، وكالعادة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، أي ان بعض هذه الفصائل تتهرب لأسباب تعجيزية تجعل من المحتل ان لا يهتم بما يصدر عن هذا المجلس من قرارات مصيرية تبعدنا عن إرادة هذا الشعب الذي ضحى، وما زال يضحي باستشهاد شبابه وشاباته ، أو اعتقال الكثير من أطفاله .
المشكلة المزمنة والتي لغاية الآن لم نجد حلاً مناسباً لانهاء هذا الانفصال المدمر لقضيتنا والتي نراها أمام عيوننا تضعف رويدا رويدا الى ان تتلاشى ونحن ما زلنا نعقد اجتماعات تزيدنا فرقة . وتزيدنا اصرارا لتلبية رغبات المحتل.
ان زعماء المحتل يقولون ليلا نهارا بان فتح وحماس تكرموا بهدية لم نكن نحلم بها وهي طبعا تكريس الانفصال ، لدرجة اننا لم يعد لنا قضية نتكلم عنها الا المناكفات والأنانيات الضيقة التي اصبحت روتين حياتنا الآن.
يخرج احد الخطباء ويلقي علينا خطبة سمعناها وسمعنا نتائجها المدمرة ومن ثم يضع اللوم على الاخر ، بعكس المحتل فهو يدرس ويخطط ويعمل بصمت ويختصر الحديث بالافعال الجائرة وكاننا نحن اللصوص. وهو المظلوم .
الغرب والشرق ساعدنا في مجلس الأمن والأمم المتحدة ، وحتى بريطانيا والتي نقول عنها سبب نكبتنا وقفت بالنهاية الى جانبنا. و مع الأسف لم نستثمر هذا التأيد لصالحنا ، بل بالعكس استفاد المحتل اكبر استفادة بان أسس صندوق مالياً لدعم قرار ترامب.
الآن نحن في مفترق طريق من الممكن جداً تحقيق ما نصبوا اليه اذا توحدت الإرادة الفلسطينية لكسر إرادة امريكا والمحتل ، لنيل الحرية والقدس عاصمتنا الأبدية . لان العالم جميعه معنا ، وأول هذه الإرادة احتضان السلطة الثورة التي يقوم بها الشباب والشابات خصوصا في قلب مدينة القدس ، وطرح هذا على المجلس المركزي كي يتبنى هذا القرار، كما ان على جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ان تتوقف بالكامل عن العمل ، ومن ثم الاستعداد لعصيان مدني و مظاهرات . وقطع جميع الاتصالات مع المحتل ، ووقف جميع البضائع التي تأتي من داخل الخط الأخضر. كما ان على الجميع التوجه الى المسجد الأقصى للصلاة فيه ، من الضفة وداخل الخط الأخضر وحتى. من. جميع الدول العربية والإسلامية.
ليس لنا الان الا وحدتنا الوطنية وإنشاء صندوق خاص يسمى صندوق الثورة مدعوما من جميع الفلسطينيين بالخارج. كما ان علينا إنشاء صندوق عربي يجمع التبرعات لدعم صمود القدس .
نحن لا نستجدي أحدا ولكن على حكومات الدول العربية وشعوبها التبرع لأجل القدس ولأجل الوطن. نحن لم نأت من كوكب آخر ولكن أجدادنا معروفين.
منذ إتفاقية أوسلو والتي إعتمدنا عليها كمرجعية دولية تحترمها اسرائيل وحليفتها أمريكا ونحن نعيش في مستنقع إحتلال لا مبرر له، ووعود كاذبة من أكبر دولة في العالم، كان من المفروض بأن تفي بوعودها وأيضا بما وقعت عليه بأننا سنحصل على دولة في حدود العام ١٩٦٧م وان تكون وسيطاً أميناً لحفظ السلام في هذه المنطقة المضطربة سياسياً ودينيا ومذهبيا، ولكن مع الأسف زادت هذه الدولة الكبرى في دعمها للمحتل كي يتلاشى أي أمل لنا في دولة مستقلة يعيش أبناءها بحرية كباقي شعوب العالم.
نحن الفلسطينيين نثق بقادتنا وبزعمائها ولكن ان يأتينا رئيس أكبر دولة ويعدنا بصفقة القرن وإذ هي مع الأسف صفعة القرن، لذلك على هذا المجلس مسؤولية إعادة البوصلة لوضعها الطبيعي وهي دولة فلسطينية مستقلة على حدود ١٩٦٧.
لقد تبين منذ عشرات السنين بأن المحتل لا يفهم معنى أي مفاوضات جادة تؤدي للسلم العالمي، ولكن يفهم ويتفهم القوة مهما كان نوعها وحتى قوة الصلاة على أبواب مسجدنا المقدس.
لذلك على قادتنا من جميع الفصائل الإلتزام بما يقرره المجلس، وخصوصاً إحتضان ثورة الاستقلال التي سوف تجعل العالم وخصوصا امريكا بأن تخجل من أفعالها الشيطانية وكفى التلاعب بمصائر الشعوب وحريتها خدمة لمحتل ليس له أي جذور تاريخية أو توراتية بهذه الارض المباركة.
عن صحيفة القدس

Share this Article