من أين تأتي قوة “طالبان” المهدد الاول للامن الافغاني؟

2014/06/14
Updated 2014/06/14 at 9:50 صباحًا

25c6210e1f48428a9a25ddbc909e945c

 

حذر تقرير لمجلس الامن الدولي الجمعة من ان الحركات القريبة من تنظيم “القاعدة” في افغانستان تمثل تهديدا امنيا على المدى الطويل ليس فقط لهذا البلد بل للمنطقة برمتها على الرغم من انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي في 2014.

وأضاف التقرير ان “الحركات الاسلامية المتشددة المرتبطة بطالبان مثل حركة طالبان الباكستانية وعسكر طيبة وعسكر جنقوي تشارك بإنتظام في شن هجمات على القوات الافغانية في جنوب افغانستان وشرقها“.

وأشار الى أنه “في الشمال، تقوم الحركة الاسلامية لاوزبكستان بمواصلة تعزيز قواتها بأفغان من اصول اوزبكية وتنشط في عدد من المناطق“.

وتحدثت قوات الامن الافغانية في كانون الثاني (يناير) مرتين عن وجود مقاتلين شيشان في ولايتي لوغار وكابول بينما يبدو ان العناصر المرتبطين في “القاعدة” لن يغادروا افغانستان في المستقبل القريب.

وقال خبراء الامم المتحدة في التقرير نفسه “انهم يمثلون تهديدا مثيرا للقلق على المدى البعيد آتيا من افغانستان في المنطقة وخارجها، ولا سيما في آسيا الوسطى والجنوبية“.

ونشر التقرير بينما توجهالناخبون الافغانالى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف لحميد كرزاي الذي يحكم البلاد منذ طرد قوات التحالف لنظام طالبان بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.

واوضح التقرير ان “حركة طالبان باتت تستخدم منذ نهاية 2013 متفجرات اكثر تطورا، بما في ذلك خصوصا سترات ناسفة تشبه الى حد بعيد سترات جلدية ومن الصعوبة بمكان كشفها“.

ووصف التقرير ايضا النزاع المسلح الدائر منذ 13 عاما بين حركة طالبان والقوات الغربية في افغانستان بأنه “مأزق عسكري”، مبررا ذلك بأن المتمردين عاجزون عن السيطرة على الارض لكنهم في الوقت نفسه يشكلون خطرا فعليا.

وعلى الرغم من ان القوات الاجنبية سترحل عن افغانستان بحلول نهاية العام فإن السلطات الافغانية تعتقد انها قادرة على ابقاء الوضع على ما هو عليه اذا ما تلقت الدعم اللوجستي والمالي الكافيين، بحسب التقرير.

ولفت مجلس الامن في تقريره الى امكانية بدء مفاوضات بين الحكومة الجديدة وحركة طالبان بعد الانتخابات ولكنه ظل على قدر كبير من التحفظ ازاء فرص نجاح هذه المفاوضات.

وماليا، قال التقرير ان طالبان استفادت من “سنة وافرة” وجمعت ملايين الدولارات من المخدرات والفساد والابتزاز واستثمار المناجم بطريقة غير مشروعة، مشيرا الى ان زيادة الموارد تجعل التفاوض مع الحكومة اقل اهمية في نظر الحركة.

واضاف ان “جماعات طالبان تتغير اكثر فاكثر من مجموعة تعتمد على العقيدة الدينية الى تحالف بين شبكات اجرامية هدفها الاساسي تحقيق المكاسب“.

ونقل عن مسؤولين امنيين افغان قولهم انهم يقدرون ان “طالبان نجحت في جمع ما بين سبعة وثمانية ملايين دولار شهريا في ولاية قندهار (جنوب) من المخدرات والابتزاز واستثمار مناجم بطريقة غير مشروعة“.

وفي ولاية هلمند المجاورة اكبر منطقة لزراعة الخشخاش، فيمكن لموسم الحصاد في ايار (مايو) ان يجلب خمسين مليون دولار “في اسوأ الحالات”، حسبما نقل التقرير عن مسؤول افغاني.

واضاف ان عائدات طالبان من رخام العقيق اليماني الذي تستثمر مناجمه بطريقة غير مشروعة “تتجاوز الى حد كبير العشرة ملايين دولار في السنة“.

وتابع التقريران هناك ما بين 25 وثلاثين عملية استغلال لمناجم في جنوب هلمند معظمها بالقرب من الحدود مع باكستان مما يسمح بتهريب الرخام بسهولة الى الاسواق الدولية.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً