“حماس” ليست “داعش”

2014/09/27
Updated 2014/09/27 at 10:42 صباحًا

thumbgen

بيروت / تحاول إسرائيل منذ بدء التحرك الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسوريا ان تربط بين هذه التنظيمات الجهادية وحركة المقاومة الاسلامية “حماس” في غزة، في حملة إسرائيلية منهجية لنزع الشرعية عن “حماس”، وتأليب الرأي العام الدولي والعربي عليها، وتبرير الحرب الضارية التي خاضتها الشهر الماضي والتغطية على اخفاقها في القضاء على الحركة على رغم القتال الذي استمر 50 يوماً. صحيح ان اجزاء كبيرة من قطاع غزة اصبحت مدمرة، وان لا شيء يعوض خسارة 2000 قتيل، لكن هذا لم يكسر “حماس” ولم يقض على ارادة أهل غزة في الصمود.

يدّعي المسؤولون الإسرائيليون ان ايديولوجيا “حماس” الإسلامية المتشددة هي وجه آخر من ايديولوجيا التنظيمات الجهادية التي تنهل جميعها من معين الفكر الإسلامي الإخواني، وان خطرها لا يقل عن خطر هذه التنظيمات. وقد شجعهم في ذلك موقف النظام المصري العدائي حيال “حماس” التي يتهمها بالتواطؤ مع الإخوان المسلمين والمشاركة في عمليات تخريبية في مصر ضد القوات المصرية، وردة الفعل العربية الفاترة حيال حرب غزة الاخيرة. ويفسر الإسرائيليون هذه الظواهر بأنها مؤشر لتغير المزاج العربي حيال “حماس” والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وهم يرون في انشغال الدول العربية بمحاربة الارهاب الجهادي فرصة كي يفعلوا ما يشاؤون بالتأليب على “حماس”، وتقويض المصالحة الفلسطينية، وعرقلة عملية اعمار غزة. كل ذلك بذريعة ان “حماس” لا تقل خطراً عن “داعش”.
لكن “حماس” ليست “داعش”، والبروباغندا الإسرائيلية المعادية للحركة هي في الواقع جزء لا يتجزأ من سياسة العداء الإسرائيلي العميق لكل التنظيمات الفلسطينية وهدفها هو القضاء على روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وتشويه صورة الحركات التي تمثله. والحملة الإسرائيلية على “حماس” هي عملية تضليل وتشويه للحقائق من أجل استغلال الظروف الدولية وتوظيفها ليس ضد “حماس” فحسب، بل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية على حد سواء.
تزعم إسرائيل انها تعتبر نفسها شريكة سرية في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي بات اليوم بالقرب من حدودها في الجولان، وانها تتطلع الى تعاون مستقبلي مع الدول العربية المعتدلة التي تشارك في محاربة “داعش” والارهاب الجهادي، وان ثمة مصلحة مشتركة تجمعها بها. لكن الحقيقة التي لا تخفى على أحد هي ان الحرب على الارهاب الجهادي تخدم إسرائيل على أكثر من صعيد، فهي تعيد الولايات المتحدة حليفتها الاساسية الى المنطقة، وتعيد تركيب موازين القوى وفقاً لمصالح الدول الغربية، والاهم انها تصرف انظار العالم العربي والغربي عما تفعله إسرائيل في غزة والضفة الغربية.
عن النهار اللبنانية

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً