الأربعاء, ديسمبر 17, 2025
spot_img
الرئيسيةالاخبارنقابة الصحفيين: تصاعد خطير في اعتداءات المستوطنين على الصحفيين خلال 2025

نقابة الصحفيين: تصاعد خطير في اعتداءات المستوطنين على الصحفيين خلال 2025

رام الله / PNN / قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الصحفيين شهدت خلال عام 2025 «تحولاً بنيوياً خطيراً»، تمثل في الانتقال من ممارسات عرضية إلى سياسة ممنهجة تستهدف الصحافة الفلسطينية والأجنبية بشكل مباشر.

وأفادت الوقائع الموثقة لدى لجنة الحريات في النقابة بأن عدد الاعتداءات ارتفع إلى 66 حالة خلال عام 2025، مقارنة بـ27 اعتداءً في عام 2023 و36 في عام 2024، مشيرة إلى أن التصاعد لم يكن عددياً فحسب، بل شمل تغيراً نوعياً في طبيعة وأساليب الاعتداء.

وقالت النقابة إن الاعتداءات في السنوات السابقة كانت تتركز غالباً على المنع من التغطية أو المضايقات اللفظية، إلا أن عام 2025 شهد ملاحقات ميدانية للصحفيين، واعتداءات جسدية عنيفة، وإطلاق رصاص حي وقنابل غاز، إضافة إلى تحطيم معدات صحفية وإحراق مركبات، في مؤشر على أن الصحفي بات «هدفاً مقصوداً بحد ذاته».

ورصدت لجنة الحريات تكرار النمط ذاته من الاعتداءات في عدة مناطق بالضفة الغربية، بينها مسافر يطا، والمغير، وبيتا، وسنجل، والخليل، وترمسعيا، معتبرة أن تشابه الأساليب في مواقع مختلفة يعكس «سلوكاً منظماً» وليس حوادث فردية معزولة.

وأشارت النقابة إلى ما وصفته بـ«تواطؤ بنيوي» بين المستوطنين وجيش الاحتلال، لافتة إلى أن معظم الاعتداءات وقعت في ثلاث حالات رئيسية: حماية الجيش للمستوطنين أثناء تنفيذ الاعتداءات، أو مشاركة القوات الإسرائيلية مباشرة في المنع أو الاعتقال، أو تكامل الأدوار بحيث ينفذ المستوطن الاعتداء بينما يستكمل الجيش بإطلاق النار أو الاحتجاز. واعتبرت النقابة أن هذا الواقع يرقى إلى مسؤولية دولة كاملة وفقاً للقانون الدولي الإنساني.

وأضافت أن استهداف الصحفيين يأتي في سياق «معركة الرواية الإعلامية»، حيث تركزت الاعتداءات على تغطيات حساسة، لا سيما خلال موسم قطف الزيتون، واقتحامات القرى، والاعتداءات والتوسع الاستيطاني. ولفتت إلى توثيق حالات تحريض رقمي مسبق ضد صحفيين أعقبها استهداف ميداني، في انتقال واضح للعنف من الفضاء الرقمي إلى الأرض.

وقالت النقابة إن أكثر من ثلث الاعتداءات سُجل خلال موسم الزيتون، الذي يتمتع برمزية وطنية عالية وكثافة إعلامية، معتبرة أن استهداف الصحفيين في هذه الفترة يهدف إلى «طمس التوثيق وترك المزارعين دون شهود».

وتميّز عام 2025، بحسب النقابة، باستخدام أدوات عنف غير مسبوقة، شملت السلاح الحي، وإحراق الممتلكات، وإصابات بالغة، إضافة إلى حالات اغتيال لاحقة بعد التحريض، ما يشير إلى دخول العمل الصحفي في بعض المناطق «مرحلة الخطر الوجودي».

كما وثقت لجنة الحريات اعتداءات طالت طواقم صحفية دولية، من بينها فرق تابعة لـCNN وDW، وصحفيون أميركيون وصينيون، معتبرة أن هذه الاعتداءات تحمل «رسائل ردع سياسية» تهدف إلى تقليص التغطية الدولية في ظل غياب ردود فعل رادعة.

وحذرت النقابة من أن استمرار هذا النهج دون محاسبة قد يؤدي إلى انسحاب تدريجي للتغطية الميدانية، وارتفاع مخاطر استهداف وقتل الصحفيين، وتصاعد الرقابة الذاتية، وتحول مناطق واسعة إلى «مناطق معتمة إعلامياً»، إلى جانب تكريس سياسة الإفلات من العقاب.

وقال رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام إن ما شهده عام 2025 «لا يمثل مجرد عام صعب على الصحفيين الفلسطينيين، بل تحولاً استراتيجياً في التعامل مع الإعلام باعتباره عدواً ميدانياً يجب إسكاتُه بالقوة».

وأضاف اللحام أن هذا الواقع يضع نقابة الصحفيين، والاتحاد الدولي للصحفيين، والمؤسسات الحقوقية الدولية، أمام مسؤولية عاجلة للانتقال من مرحلة الرصد والتوثيق إلى التحرك القانوني والسياسي الدولي لمحاسبة المسؤولين وضمان حماية الصحافة.

 

مقالات ذات صلة

ابق على اتصال

16,985المشجعينمثل
0أتباعتابع
61,453المشتركينالاشتراك

أقلام واَراء

مجلة نضال الشعب