الثلاثاء, ديسمبر 16, 2025
spot_img
الرئيسيةزواياأقلام واراءالشرطة في خدمة الشعب تطبيق وليس شعار ..بقلم: حسني شيلو

الشرطة في خدمة الشعب تطبيق وليس شعار ..بقلم: حسني شيلو

 

تلك العلاقة بين الشرطي والمواطن شبيهة بترمومتر، تعتدل حرارته وتصبح دافئة ولطيفة إذا عرف كلا منها حدود تدخلاته ومبدأ؛ الشرطة في خدمة الشعب كأسلوب تطبيقي وليس مجرد شعار، فالشرطي مكلف بتطبيق القانون.

ان بناء المجتمع يبدأ من بناء فرد يشعر بالأمن والاستقرار، الامن الفردي له ولأسرته ولمن يسهر على امنه، في الحالة الفلسطينية ينتهك الاحتلال حياة المواطن ليل نهار، ويسلب الأمن الا في منطقة ضيقة، بفعل دور الشرطة الفلسطينية التي لاحظنا في الآونة الأخيرة وبعد إعادة ترتيب أوضاعها بقيادة اللواء علام السقا بنقلة نوعية في كافة اقسامها التي تسهر على راحة امن المواطن والحفاظ على النسيج المجتمعي وسرعة تدخلها في كافة القضايا لحل الإشكاليات وتنظيم حركة المجتمع.

هناك علاقة يجب ان تتكامل ما بين الشرطة والأمن للمواطن، فدور الشرطة يكمن في حماية حقوق المواطن وممتلكاته وتوفير بيئة آمنة عبر منع الجريمة، إنفاذ القانون، ومكافحة المخالفات، مع التركيز المتزايد على الشراكة المجتمعية لتعزيز الثقة والتعاون، فالأمن مسؤولية مشتركة تتطلب دوراً فعالاً من المواطن في الإبلاغ والمساهمة بالمعلومات لتحقيق مجتمع أكثر استقراراً وأماناً للجميع.

لفت نظري في مدينة رام الله انتشار الشرطة التي تعطي الشعور بالأمان وتساعد في خدمة المواطنين، احدى السيدات يبدو انها فقدت الاتصال بأحد اقاربها اقتربت من قائد الدورية المتوقفة هناك وطلبت منه ان تجري اتصال من هاتفه فقدم لها تلك الخدمة بكل سرور وطلب منها بعد انهاء المكالمة ان تحذف الرقم ، وحادثة أخرى يبدو ان امرأة مسنة تريد التبليغ عن شيء فاذا بقائد دورية الشرطة يتعامل مع الحدث يطلب من احد الضباط اصطحابها للمركز مخاطبا يا امي لا تقلقي، هذا جزء من اليات التعامل للشرطة مع المواطن، قد لا تعجب البعض ويسرد حوادث أخرى عكس ذلك فنقول بأن افراد الشرطة قد يرتكبوا مخالفة وهذا وارد لكن لديهم رقابة صارمة وابوابهم مفتوحة للجميع .

إن طبيعة عمل الشرطة يتمثل في تحقيق الأمن والاستقرار ومنع الجريمة قبل وقوعها وضبطها إن وقعت، وهذه المهام تجعل رجل الشرطة أكثر احتكاكاً بالمواطنين، وحاجة المواطن للحصول على خدمات الشرطة وحماية آمنة، بالإضافة إلى مهامه في تطبيق القوانين واللوائح والأنظمة، وهذه في الواقع قد تعتبر قيوداً على الحرية، وإن كانت تهدف في مضمونها إلى حماية الحرية ذاتها، لكن الإنسان يكره تقييد حريته ورجل الشرطة في أدائه لواجباته يثير سخط الخارجون على القانون، وينقمون على رجل الشرطة، ولا يعطون المحبة بسهولة.

يحاول البعض ان يشوه صورة رجال الشرطة، بإظهارهم في صورة غير سليمة فبدلاً من أن يظهر وهو يحرس الممتلكات وينظم السير ويحافظ على الأرواح وينقذ المصابين ويساعد الضعفاء والمجني عليهم، ويمسك يد الطفل والعجوز ليعبر بهم الطريق تبرزه في صورة تتميز بالغلظة والقسوة يضرب الناس بكل سخرية وتهكم، ويحمل هراوة على يده لضرب الناس، وكل هذه المظاهر تولد في نفوس المواطنين الحقد ٨والكراهية على رجال الشرطة، ومن هنا علينا مسؤولية وطنية ومجتمعية في ابراز صورة الشرطة الحقيقة ونقدها في حال تجاوزت واجبها واخترقت القوانين والأنظمة .

اليوم الشرطة الفلسطينية في حالة مواكبة للتطورات وتعمل بجد في مهام متعددة واللافت للنظر أيضا ما تقوم به وحدة مكافحة المخدرات التي تحارب هذه الظاهرة المدمرة للشباب والمجتمع والتي ربما لم تأخذ حقها الفعلي بتسليط الضوء على عملها ومدى اهمية وبالمقابل مدى الخطورة العالية الذي تواجهه وخصوصا ان اغلب تلك العصابات بارتباط دائم مع جهات في دولة الاحتلال ولربما تعمل بتوجيه أمنى لتدمير المجتمع الفلسطيني.

كما عملت على احداث نقلة نوعية في الشراكة المجتمعية بعملية التوعية والإرشاد وتقديم المحاضرات حول الامن السبراني وقضايا الابتزاز الالكتروني التي احس من خلالها المواطن بالشراكة المجتمعية للأمن، الذي لن يتحقق النجاح به بمعزل عن تعاون وقناعة المواطن بأهمية عمل الشرطة، وخلق جو من التفاهم مع الجمهور.

مقالات ذات صلة

ابق على اتصال

16,985المشجعينمثل
0أتباعتابع
61,453المشتركينالاشتراك

أقلام واَراء

مجلة نضال الشعب