الثلاثاء, ديسمبر 16, 2025
spot_img
الرئيسيةالاخبارالعدوان يفقد 1700 مواطن بصرهم ويهدد 5 آلاف آخرين بالعمى الدائم

العدوان يفقد 1700 مواطن بصرهم ويهدد 5 آلاف آخرين بالعمى الدائم

 

الايام – خليل الشيخ:“فقدت النظر بعيني اليسرى، واليمنى على وشك فقد البصر فيها إذا لم أسافر لتلقي العلاج خارج غزة”، هكذا قال الطفل نضال أبو ظاهر (13 عاماً) من حي الشجاعية في مدينة غزة، الذي جلس يائساً وحزيناً أمام خيمة أسرته في شارع الجلاء بالمدينة.
وأضاف أبو ظاهر: “أنا قلق جداً من عدم فتح معبر رفح حتى الآن لأن الأطباء أبلغوني بأن مُضي الوقت بدون إجراء عملية في شبكية العين اليسرى في غير صالحي”، معرباً عن أمله بأن يستطيع السفر في القريب العاجل.
وأشار إلى أنه يستطيع الرؤية بشكل نسبي ولكن بصعوبة، وهو غير مصنف بمريض فاقد للبصر كغيره من الذين أصيبوا بالعمى الكامل في قطاع غزة نتيجة الحرب.
وبينت مصادر طبية وحقوقية مطلعة أن نحو 1700 مواطن أصيبوا بالعمى الكامل بعد تعرضهم لشظايا القنابل والصواريخ الإسرائيلية.
وتابع أبو ظاهر: “أصبت ببعض الشظايا في وجهي بينما كنت أمر بجانب إحدى البنايات حين تم قصفها”، مشيراً إلى أن شظية صغيرة أصابت عينه اليُسرى وبعدها فقدَ النظر فيها، وعينه الثانية أصابها ضرر بالشبكية وتحتاج إلى علاج عاجل.
ويعتبر الطفل أبو ظاهر واحداً من بين آلاف المواطنين في غزة المهددين بفقدان النظر بشكل كلي.
أما المواطن عمر جمعة (38 عاماً)، الذي بدا يائساً بينما كان يجلس عند حافة ركام منزله المقصوف في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، فقال: “فقدت الشبكية بعيني اليمنى ومعها فقدت الرؤية فيها، وأفتقد العلاج في غزة وأنتظر السفر لإجراء عمليات جراحية فيها”.
وتحدث حول كيفية إصابته عندما دمرت طائرات الاحتلال مربعاً سكنياً كاملاً بداية العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عنه استشهاد العشرات من المواطنين، أما هو فكان من بين الجرحى لكن إصابته في عينيه كانت صعبة وأدت إلى فقدان البصر بشكل جزئي.
يمني جمعة النفس بسرعة علاجه خارج قطاع غزة بعد أن استوفى كافة التحويلات العلاجية اللازمة، لكنه يعتبر نفسه كفيفاً إلى حين يستطيع السفر واستكمال علاجه.
من جهته، قال مدير مستشفى العيون في قطاع غزة عبد السلام صباح، إن المستشفى لا يعمل بطاقته الكاملة بعد أن دمر الاحتلال كافة الأجهزة الطبية وغرف العمليات، مشيراً إلى أنه ورغم إجراء الترميمات اللازمة إلا أن المستشفى لا يستطيع تقديم العلاج اللازم والكافي لمرضى وجرحى العيون.
وأضاف: “التدمير استهدف أجهزة الشبكية وأجهزة إخراج السائل الزجاجي وأجهزة إخراج الشظايا وغيرها من أجهزة جراحة العيون، وبالتالي لم تعد الخدمات الخاصة بتلك الأجهزة متوفرة”، مشيراً إلى أن الاحتلال يرفض حتى اللحظة إدخال أجهزة جديدة.
وأكد صباح أنه بين خمسة وستة آلاف مريض وجريح مهددون بفقدان البصر بشكل جزئي وكلي في حال لم يتم إدخال الأجهزة الطبية اللازمة لعلاجهم.
وذكرت مصادر طبية أخرى من المستشفى أن جرحى العيون يحتاجون للمتابعة الطبية الدورية، وأن الاحتياج كبير للمستهلكات الطبية، مشيرة إلى أن تلك المستهلكات مفقودة في قطاع غزة.
بدوره، قال مركز غزة لحقوق الإنسان، إن الاحتلال لم يتسبب فقط بحالات العمى الكلي والجزئي من خلال القصف، إلا أن هناك حالات سجلها المركز كانت نتيجة استهدافهم بالقنص وإطلاق النار في عيونهم بشكل متعمد.
وأشار في تقرير أصدره، أول من أمس، نقلاً عن الطبيب إياد أبو كرش رئيس قسم العمليات والتخدير في مستشفى العيون، إلى أنه تم استقبال نحو 2077 جريح عيون خلال العام الأخير، وهو ما شكّل نحو 5% من المصابين والجرحى في تلك الفترة، غالبيتهم من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن هذه الإحصائية تركزت في شمال وادي غزة فقط، ما يعني أن عدد جرحى العيون في قطاع غزة أكثر بكثير من ذلك.

مقالات ذات صلة

ابق على اتصال

16,985المشجعينمثل
0أتباعتابع
61,453المشتركينالاشتراك

أقلام واَراء

مجلة نضال الشعب