بوتين يضع القوات الروسية قرب أوكرانيا في حالة تأهب والغرب يحذر

2014/02/27
Updated 2014/02/27 at 11:16 صباحًا

40b30836_p34_DWI22303

سيمفيروبول (أوكرانيا)/كييف/وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوحدات القتالية في القوات المسلحة الروسية في حالة تأهب اليوم الأربعاء، استعدادا لإجراء مناورات حربية قرب أوكرانيا، في أقوى تحرك من جانب الكرملين بعد أيام من التهديدات عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش حليف موسكو.

وتظاهر آلاف الأوكرانيين من أصل روسي، الذين يشكلون الأغلبية في منطقة القرم، للمطالبة باستقلال شبه الجزيرة التي تستضيف جزءا من أسطول البحر الأسود الروسي. واشتبكوا مع متظاهرين معارضين معظمهم من أقلية التتار المؤيدين للسلطة الجديدة في كييف.

ومع تأثير الاضطراب السياسي على الاقتصاد الأوكراني، فقدت العملة الوطنية “الهريفنيا” أربعة بالمئة من قيمتها اليوم الأربعاء، وتأثرت روسيا أيضا من هذه التداعيات حيث هبط الروبل إلى أدنى مستوى في خمس سنوات وتأثرت أسعار أسهم البنوك.

وقال البنك المركزي الأوكراني، الذي كان قد تدخل سريعا لحماية “الهريفنيا”، إنه تخلى عن سياسة سعر الصرف الموجه لصالح سعر صرف مرن.

ونددت موسكو بما قالت إنه صعود “للمشاعر الوطنية والفاشية الجديدة” في المناطق الغربية في أوكرانيا التي تسكنها أغلبية تتحدث الأوكرانية، وقالت إنه يجري حرمان المتحدثين باللغة الروسية من حقوقهم. وعبرت موسكو مرارا عن قلقها على سلامة المواطنين الروس في أوكرانيا.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن وزير الدفاع سيرجي شويجو قوله عند إعلانه عن بدء تدريب عسكري: “بناء على أمر من رئيس روسيا الاتحادية وضعت القوات في المنطقة العسكرية الغربية في حالة تأهب في الساعة 1400 (1000 بتوقيت جرينتش) اليوم”. وتقع المنطقة الغربية على حدود أوكرانيا.

وقال كذلك في تصريحات نقلتها وكالة الإعلام الروسية الرسمية، إن بلاده تراقب “باهتمام ما يجري في القرم”، وإنها تتخذ “إجراءات لضمان سلامة المنشآت والبنية التحتية والترسانات التابعة لأسطول البحر الأسود”.

وقالت وكالة “انترفاكس” إن شخصا توفي ربما جراء أزمة قلبية خلال تجمع حشود من المحتجين أمام البرلمان الاقليمي في شبه جزيرة القرم اليوم.

ونفى متحدث باسم شرطة القرم، تقارير ذكرت أن الرجل قتل في انفجار في سيمفيروبول عاصمة الاقليم.

وفي أحدث سلسلة من التصريحات التي تتزايد حدتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن المتطرفين في أوكرانيا “يفرضون إرادتهم” وان الكنيسة الأوكرانية التابعة للكنيسة الروسية الارثوذكسية واجهت تهديدات.

وحثت الحكومات الغربية موسكو مرارا على عدم التدخل في أوكرانيا. وقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند حين سئل عن المناورات التي يجريها الجيش الروسي: إن لندن ستتابع أي نشاط عسكري روسي.

وأضاف: “سنحث جميع الأطراف على أن يتركوا الشعب الأوكراني ليسوي خلافاته الداخلية ثم يحدد مستقبله بدون تدخل خارجي”.

وتوجهت جميع الأنظار إلى بوتين منذ الإطاحة بيانوكوفيتش يوم السبت. وكان بوتين أمر بالتدخل عسكريا في جورجيا المجاورة في عام 2008، لحماية منطقتين أعلنتا انفصالهما يعيش فيهما كثير من المواطنين من أصل روسي، وآخرون يحملون جوازات سفر روسية. وتعترف موسكو بالمنطقتين كدولتين مستقلتين.

وسيكون أي تحرك عسكري في أوكرانيا، وهي دولة يقطنها 46 مليون نسمة ولديها علاقات وثيقة مع قوى أوروبية ومع الولايات المتحدة، أكثر خطورة، حيث يكون الغرب وروسيا أقرب إلى المواجهة المباشرة منذ الحرب الباردة.

وتعتزم القيادة الجديدة في أوكرانيا، إعلان تشكيل حكومتها الجديدة اليوم الأربعاء، مما يمهد الطريق أمام إجراء محادثات عاجلة مع صندوق النقد الدولي، لدرء خطر أزمة مالية وشيكة. واصبح من شبه المؤكد الآن، أن روسيا ستحجم عن منح أوكرانيا حزمة قروض بقيمة 15 مليار دولار كانت عرضتها كمكافأة ليانوكوفيتش لرفضه العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال صندوق النقد الدولي، إنه مستعد لإرسال فريق من مفاوضيه إلى كييف لكن لا بد من تشكيل حكومة هناك أولا ثم تطلب المساعدة. وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز الذي يزور كييف، إن خبراء ماليين أمريكيين موجودين بالفعل في أوكرانيا لبحث سبل تقديم العون.

وفر يانوكوفيتش من قصره الفخم على مشارف كييف، ليل الجمعة، بعد أيام من أعمال العنف التي قتل فيها عشرات الأوكرانيين، بمن فيهم متظاهرون قتلوا برصاص قناصة من الشرطة.

القدس دوت كوم

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً