الإثنين, ديسمبر 15, 2025
spot_img
الرئيسيةزواياأقلام واراءمركز الدراسات الصيني العربي يعزز العلاقات الصينية العربية بقلم – الصحفي ناصر...

مركز الدراسات الصيني العربي يعزز العلاقات الصينية العربية بقلم – الصحفي ناصر بن حمد العبري

إلى جانب الجهود الرسمية التي تقودها الحكومة الصينية، يلعب مركز الدراسات  الصيني العربي للإصلاح والتنمية  بجامعة شنغهاي دورًا أكاديميًا وثقافيًا محوريًا في دعم العلاقات الصينية العربية. فقد نظم المركز على مدار السنوات الماضية سلسلة من الندوات والمؤتمرات العلمية التي تناولت قضايا التعاون الاقتصادي، الثقافي، والسياسي بين الصين والدول العربية. وتُعد هذه الفعاليات منصة حوار مهمة تجمع بين الباحثين، المسؤولين،  من الجانبين، مما يسهم في تعميق الفهم المتبادل وتعزيز الثقة بين الشعوب.

كما يحرص المركز على إصدار دراسات وأبحاث تحليلية تتناول تطورات العلاقات الثنائية، وتقديم توصيات عملية لصناع القرار، فضلاً عن استضافة وفود أكاديمية عربية وتبادل الطلاب، مما يعزز التواصل الثقافي ويكرّس مفهوم الشراكة الحضارية. وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية أوسع تسعى إلى بناء مجتمع صيني-عربي قائم على التعاون المعرفي والانفتاح المتبادل، بما يواكب التحولات العالمية ويخدم المصالح المشتركة.

تطور العلاقات الصينية العربية

شهدت العلاقات الصينية العربية تطورًا متسارعًا خلال العقود الأخيرة، مدفوعة بإرادة سياسية قوية ورؤية استراتيجية واضحة من الجانبين. وقد لعبت القيادة الصينية، وعلى رأسها  فخامة الرئيس شي جين بينغ، دورًا محوريًا في ترسيخ هذه العلاقات، من خلال سلسلة من الخطابات والمبادرات التي أكدت على أهمية بناء شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والدول العربية.

ففي عام 2016، دعا الرئيس شي من مقر جامعة الدول العربية إلى شراكة تنموية جديدة، تلتها لقاءات ومنتديات وزارية وقمم، كان أبرزها القمة الصينية العربية الأولى عام 2022، التي تبنت “إعلان الرياض”، وأكدت على دعم الصين لأمن واستقرار وتنمية العالم العربي. وفي عام 2023، تم اعتماد “إعلان بكين” خلال الدورة العاشرة لمنتدى التعاون، مما يعكس استمرارية هذا النهج التعاوني. واننا نتطلع الى العام 2026 الذي يصادف الذكرى العاشرة لهذه المبادرة الرفيعة وخلال هذا العقد وبفضل ما أولاه الاصدقاء الصينيين من اهتمام ورعاية ودعم متواصل لا أصدقاء المركز من العرب والدول الخليجية حقق المركز نتائج مثمرة ومتراكمة في تعزيز الحوار بين الحضارتين العربية  والصينية في مجال الحوكمة والإدارة ودفع التعاون العملي في مختلف المجالات .

العلاقات العُمانية الصينية

تميزت العلاقات العُمانية الصينية بنشاط ثقافي وإعلامي لافت، حيث نظمت سلطنة عُمان والصين فعاليات مشتركة مثل ملتقى الصداقة والتعاون العُماني الصيني، الذي ناقش سبل التلاقي بين رؤية “عُمان 2040” والنموذج التنموي الصيني.

إن هذا التراكم في المبادرات السياسية، الأكاديمية، والثقافية يعكس حرصًا مشتركًا على بناء نموذج متكامل من التعاون بين الصين والدول العربية، يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويسهم في بناء مجتمع دولي أكثر توازنًا وتضامنًا في مواجهة التحديات العالمية. قد زرت سابقًا مركز الدراسات العربي الصيني في جامعة شنغهاي ضمن وفد عربي، وقد لمست عن قرب المستوى الرفيع لهذا الصرح الأكاديمي الذي يحظى برعاية وعناية من فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ. إن الجهود التي يبذلها المركز في تعزيز التفاهم المتبادل بين الحضارتين العربية والصينية تستحق كل إشادة وتقدير.

فمن خلال برامجه التدريبية، و ندواته الفكرية، ومبادراته الثقافية، يرسّخ المركز جسور التواصل الحضاري، ويُسهم في بناء فضاء معرفي مشترك يُعزز الحوار ويُعمّق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين. كما أن انفتاحه على الكفاءات العربية، وحرصه على تبادل الخبرات، يعكس إيمانًا راسخًا بأهمية التعددية الثقافية والتعاون المثمر بين المركز والدول العربية والإسلامية

ولا شك أن هذا المركز بات نموذجًا يُحتذى به في الدبلوماسية الثقافية، ومختبرًا حيًا لتلاقي الأفكار والرؤى، بما يخدم مستقبلًا أكثر تناغمًا بين الشعوب. ويسرني أن أوجه كلمة شكر وتقدير وثناء الى صديقي البروفيسور الدكتور وانغ قوانغ ( محفوظ ) أمين عام مركز الدراسات  الصيني العربي  للإصلاح والتنمية بجامعة شنغها على الجهود التي يبذلها للتقارب بين الحضارتين الصينية العربية’ انني اعتز به وما يتمتع به من فن التعامل والأخلاق الرفيعة مع الاكاديميين والاعلاميين والباحثين العرب كما اوجه الشكر لجميع الأكاديميين والخبراء وادارة المركز على تواصلهم المستمر معنا على مدار العام ..

عن صحيفة القدس

مقالات ذات صلة

ابق على اتصال

16,985المشجعينمثل
0أتباعتابع
61,453المشتركينالاشتراك

أقلام واَراء

مجلة نضال الشعب