الأربعاء, ديسمبر 17, 2025
spot_img
الرئيسيةزواياأقلام واراءإسرائيل من المأزق إلى العدوان!!! بقلم : يحيى رباح

إسرائيل من المأزق إلى العدوان!!! بقلم : يحيى رباح

إسرائيل من المأزق إلى العدوان!!! 

بقلم:

يحيى رباح

كلام النقد والتجريح والتهويش الإسرائيلي ضد السلطة الوطنية الفلسطينية، وضد الرئيس أبو مازن على وجه التحديد، وصل إلى ذروة الموسم، سواء على مستوى رئيس الوزراء نتنياهو نفسه، أو على مستوى أقطاب الائتلاف اليميني الحاكم، وقادة الأجهزة الاستخباراتية السابقين واللاحقين، بل وصل الأمر إلى المستوى العسكري الأعلى في إسرائيل، وإلى مستوى القادة المحليين، قادة الوحدات المحيطة بقطاع غزة تحديداً، الذين بدؤوا يتحدثون عن عملية “رصاص مسكوب” ثانية ضد القطاع، بل إنهم وصلوا إلى حد الحديث عن التكتيكات العسكرية الواجب اتباعها، ونوع الأسلحة التي يجب أن تستخدم….الخ.
في دولة غير مأزومة، فإن الأمور لا تسير بهذا الشكل مطلقاً، فالحرب حتى لو كانت ضد طرف ضعيف فإنها ليست لعبة، وفتح الباب على مصراعيه في إسرائيل للإعلان عن كل ألوان التطرف والاستفزاز المبرمج والتباهي بعربدة القوة يؤكد شذوذ هذا السلوك الإسرائيلي النابع أصلاً من الشعور بالمأزق!!!.
وقبل ذلك:
كما يذكر المراقبون والمتابعون فإن إسرائيل استخدمت أسلوب التهويش ضد دول الاتحاد الأوربي عندما طرحت السويد مشروع الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية!!! بل إن هذا التهويش الإسرائيلي أصبح موجهاً ضد إدارة الرئيس أوباما في بداية حراكها الجديد لتحريك عملية السلام، عندما ادعى وزير المالية الإسرائيلي أنهم في إسرائيل لا يهتمون بتجميد ضمانات القروض الاميركية!!! وهو ما يذكرنا بالفشخرة التي قام بها وزير مالية سابق في حكومة شامير عام 1991، حين هددت إدارة الرئيس جورج بوش الأب بتجميد ضمانات القروض الاميركية بعشرة مليارات دولار، فصرح “موداعي” وقتها بأن إسرائيل تستطيع أن تعيش دون المساعدات الاميركية، ولكن إسحق شامير صرخ بقسوة في وجه الوزير متهما إياه بالبلاهة وعدم المسؤولية، واضطر شامير أن يذهب على رأس الوفد الإسرائيلي إلى مؤتمر مدريد الذي اقترحته الإدارة الاميركية.
و لكنني رغم اعتقادي أن السلوك الإسرائيلي الحالي وخاصة على المستوى السياسي منه قدر من التهويش، ولكن إسرائيل المأزومة مع نفسها ومع حلفائها ومع مستوطنيها ومع صورتها المتسخة في العالم، يمكن أن تهرب من ذلك كله إلى تصعيد جديد، إلى حرب جديدة، إلى عملية عسكرية جديدة ضد قطاع غزة، وأننا يجب ألا ننام على حرير الأوهام، ورغم أن إسرائيل هي المستفيد الأول من بقاء الانقسام الفلسطيني، لكنها ربما تريد أن تدفعه خطوة أخرى إلى الأمام، إلى خلق وضع مأساوي في القطاع الذي لم يبرأ بعد من أوجاع الحرب السابقة، وأن تجعل المشكلة المتفاقمة في قطاع غزة هي وحدها محور البحث وليس آي شيء آخر!!!.
الأمر يحتاج إلى مزيد من الانتباه.
والأمر يحتاج إلى قراءة متأنية وعميقة، واعتقد أن الحراك العربي القائم حالياً من رام الله إلى دمشق إلى عمان إلى القاهرة والرياض، يأخذ هذه الحقيقة بالحسبان، ويرى أن التعامل مع واقع الانقسام الفلسطيني بالطريق السابقة، بالتهرب، والانتظار المجاني، وحرق الوقت، وإنتاج المزيد من الأعذار والمبررات لم يعد يجدي، ولا بد من فعل نوعي على الساحة الفلسطينية قبل فوات الأوان.
بطبيعة الحال:
إسرائيل ساخطة جداً من ثبات ومنطقية الموقف الفلسطيني تجاه استئناف المفاوضات من النقطة التي وصلت إليها، وبالمطالب الفلسطينية المعروفة بالتجميد الشامل للاستيطان وتحديد مرجعية لهذه المفاوضات!!! وهي ترى أن هذا الموقف الفلسطيني مغطى بموقف عربي داعم وبموقف دولي متفهم، ولذلك فإن إسرائيل تسعى إلى قلب الطاولة من خلال تصدير موجة من التهم والانتقادات إلى السلطة الوطنية الفلسطينية بالتشدد، والتحريض!!! كما أنها تعود إلى المبالغة الشديدة بشأن بعض القذائف التي تنطلق من قطاع غزة باتجاه النقب الغربي!!! وتضخم من أكذوبة الأنفاق وما تسميه بتهريب سلاح إيراني من هذه الأنفاق!!! وتتصلب أكثر لإفشال عملية تبادل الأسرى، وتستمر في عمليات القتل في قطاع غزة تحت عناوين وادعاءات كثيرة، وربما يصل المأزق عندها إلى حد تفجير الوضع عسكرياً من جديد للهروب من المأزق، ومن الاستحقاقات الضاغطة.
من هنا يجب أن تنهض الإرادة الفلسطينية، ويجب أن تتوقف هذه المناورات الصغيرة التي لا هدف لها سوى استمرار الانقسام الذي أصبح عبئا على المستقبل الفلسطيني.

 

 

مقالات ذات صلة

ابق على اتصال

16,985المشجعينمثل
0أتباعتابع
61,453المشتركينالاشتراك

أقلام واَراء

مجلة نضال الشعب