إنتفاضة العمال قادمة
بقلم الرفيق: أنور جمعة
إن الأوضاع القاسية التي يعيشها العمال في فلسطين بشكل عام و في قطاع غزة بشكل خاص ، تنذر في حال استمرارها بإندلاع إنتفاضة عمالية إحتجاجاً على الواقع المأساوي الذي يعيشونه و رفضاً لسياسة الظلم و الاستغلال ، و التهميش و الإذلال ، التي يتعرض لها العامل الفلسطيني .
فمع هبوب نسائم الأول من آيار ، و احتفال أحرار العالم بيوم العمال العالمي ، ما زال هنا في فلسطين عامل ، يئن تحت نير الاحتلال الإسرائيلي ، و يعيش وطأة الإنقسام المشئوم ، فمنذ عشرة أعوام و عمال قطاع غزة محرومون من العمل داخل الأخضر ، و نتيجة لذلك فقد عشرات الآلاف من العمال مصدر رزقهم ، و منذ ثلاثة أعوام شل الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة كافة أوجه النشاط الإقتصادي في المجتمع الفلسطيني ، و كان العامل الفلسطيني هو أكثر الشرائح الإجتماعية تضرراً جراء ذلك .
لقد و صلت معدلات البطالة 60% بين من هم في سن العمل ، و بلغت معدلات الفقر 80% بين الأسر في قطاع غزة ، وهذا يعكس مدى صعوبة الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية ، و مدى معاناة العامل الفلسطيني الذي بات يئن بين مطرقة الإحتلال الإسرائيلي و سندان الإنقسام الداخلي .
و مما زاد الأوضاع صعوبة حالة الإستغلال البشع لحاجة الطبقة العاملة للعمل ، فيتم تشغيلهم بأجور زهيدة ، و في ظل ظروف سيئة تفتقد لأبسط شروط الصحة و السلامة ، و لعل من أبرز الظواهر الخطيرة التي انتشرت ، ظاهرة العمل في أنفاق رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر و التي تجلت فيها أبشع صور الاستغلال للعامل و الإستهتار بحياته علاوة على ما ترتب عليها من آثار سلبية إقتصادية و إجتماعية و غيرها .
إن استمرار معاناة العمال ، و عدم قيام الجهات الرسمية بوضع حلول عملية لمشكلات العمال ، و غياب المؤسسات النقابية الفاعلة للنضال من أجل تحقيق أهداف و مطالب الطبقة العاملة ، كل ذلك يدق ناقوس الخطر، و يترك الباب مفتوحاً أمام إنطلاقة شرارة الإنتفاضة العمالية ، و بدء تولي العمال زمام المبادرة لتغير واقعهم المأساوي و حل مشكلاتهم و تحقيق أهدافهم المطلبية .
* عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني