بيان صادر عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الذكرى الـ 45 للنكسة

2012/06/04
Updated 2012/06/04 at 2:22 مساءً

بيان صادر عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الذكرى الـ 45 للنكسة

لا بديل عن الحقوق والثوابت الوطنية .. نعم لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة

يا جماهير شعبنا المناضل :

يطل علينا الخامس من حزيران ليعيد إلى الأذهان ذكرى مؤلمة ألقت بظلالها القاتمة على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ، وتعدت آثارها وتداعياتها الوطن العربي لتشمل المنطقة والعالم بأسره ، فقد أحدثت هزيمة حزيران عام 1967 تحولاً جوهرياً في المنطقة بكاملها ، وزادت من حدة الصراع مع المشروع الصهيوني الإستيطاني ، وأضافت إلى نكبة شعبنا التي بدأت عام 1948 أبعاداً ووقائع جديدة ، ووضعت الشعب الفلسطيني أمام تحديات جديدة استطاع أن يواجهها بقوة عزيمته وصلابة إرادته وبتفجير الثورة الشعبية وانطلاق فصائل العمل الوطني وفي طليعتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني التي جاءت إنطلاقتها بعد أيام من احتلال ما تبقى من فلسطين ، احتلال القدس والضفة وقطاع غزة ، في  كرد طبيعي على هزيمة حزيران ، ومازالت الجبهة ماضية في برنامجها ونضالها ودفاعها عن الحقوق والثوابت الوطنية جنبا إلى جنب مع قوى وفصائل العمل الوطني القابضة على الثوابت .

تأتي الذكرى الـ 45 للنكسة هذا العام في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة يمر بها شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية ، فمن جهة مازال الاحتلال يصعد من عدوانه ويواصل حربه الشاملة على  كل ما هو فلسطيني ، وقد توج الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بمواصلة الاستيطان وعزل القدس عن محيطها وتهويدها وفرض الوقائع الاحتلالية فيها ، إلى جانب العربدة والتبجح العدواني لحكومة ائتلاف اليمين المتطرف والمستوطنين العنصريين ، ومن جهة أخرى حالة الصمت الدولي والانحياز الأمريكي الفاضح لدولة الاحتلال وممارساتها العدوانية البشعة في محاولة مكشوفة للقفز على الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة لشعبنا الفلسطيني وتجاوز قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ، وفرض الحلول السياسية وفقاَ للاملاءات الأمريكية التي رفضتها وترفضها منظمة التحرير الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، حيث نؤكد اليوم أن لا بديل عن الحقوق والثوابت الوطنية ، وبهذه المناسبة فإننا نؤكد على أهمية مضي القيادة الفلسطينية نحو الأمم المتحدة لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الخامس من حزيران 1967 وعاصمتها القدس ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف بها والاعتراف بكافة الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين على أساس القرار 194 ، ونطالب بانجاز كافة التحضيرات المطلوبة لاستكمال الخطوة القادمة للتوجه للأمم المتحدة باعتبارها محطة هامة نحو الاعتراف بفلسطين عضواَ كامل العضوية في الأمم المتحدة وبدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس والاستمرار بالحراك السياسي والدبلوماسي لاكتساب المزيد من الاعترافات والدعم والتأييد للدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة .

يا جماهير شعبنا المناضل :

إننا وإذ نثمن كافة الجهود التي بذلت من قبل الأشقاء في مصر وجامعة الدول العربية وكافة القوى والفصائل الفلسطينية والتي حققت التوصل إلى توقيع اتفاق المصالحة الوطنية في القاهرة لإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي الذي أدمى الساحة الفلسطينية لسنوات والمؤشرات التي تشير إلى قرب الانجاز والتحقيق الفعلي الملموس للمصالحة وإنهاء كل مظاهر الانقسام وتشكيل حكومة التوافق الوطني والتحضير لإجراء الانتخابات ، فإننا نؤكد إن وحدة شعبنا داخل الوطن وخارجه هي ضمانة نجاح مهام التحرر الوطني وانتزاع حقوق شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود الخامس من حزيران وعاصمتها القدس ، وإننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ندعو إلى إعتبار ذكرى عدوان حزيران مناسبة لاستعادة الوحدة الوطنية وتحقيقها بين كافة قوى ومكونات شعبنا ، تحقيقها بما يلبي مصالح شعبنا ومشروعنا الوطني بعيداَ عن صيغ الفئوية الضيقة أو المحاصصة والاحتكار الثنائي ، وتعزيز الشراكة الوطنية الكاملة .

وها نحن اليوم وفي هذه الذكرى الأليمة التي ما زال شعبنا يتجرع مرارتها ، نجدد فيه العهد على مواصلة النضال والوفاء لتضحيات الشهداء العظام الذين قضوا دفاعاً عن شعبنا وحقه في العودة لأرضه ، أرض الآباء والأجداد، ومناسبةَ لشحذ الهمم وتوحيد الجهود وحشد الطاقات لمواصلة النضال من أجل تحرير كافة الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال دون تمييز ، فليكن يوم الخامس من حزيران يوماً وطنياً للدفاع عن أرضنا وبيوتنا المهددة بالهدم من الاحتلال ، ويوماً للوحدة الوطنية ورفض كل محاولات تكريس الاحتلال وشطب الحقوق الوطنية .

إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني  ونحن نحيي هذه الذكرى الأليمة فان عيوننا وبوصلتنا باتجاه القدس وباتجاه مشروعنا الوطني الذي قضى من اجله الشهداء والأسرى والمناضلون ، وفي ذات الوقت نستقبل رفات وجثامين شهدائنا المحتجزة في ما يسمى مقابر الأرقام ، ونحن نشهد معارك البطولة والشرف التي تخوضها الحركة الأسيرة في سجون ومعتقلات الاحتلال ، حيث انتصرت الأمعاء الخاوية وقهرت الاحتلال وسجانيه لتنتصر الإرادة الوطنية الحرة وليعيد شعبنا وحدته وتصميمه على المضي في مسيرة النضال من اجل تحقيق أهداف وتطلعات شعبنا المناضل ، ومن هنا ندعو جماهير شعبنا إلى أوسع مشاركة في الفعاليات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة التي تم إقراراها مركزيا أو في مناطق التماس ومواجهة الاستيطان والجدار العنصري والتصدي لعصابات المستوطنين وإرسال رسالة واضحة للعالم بان شعبنا مصمم على نيل حقوقه وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وندعو كافة القوى والفعاليات الشعبية  للانخراط الفعلي في النضال والكفاح الشعبي والجماهيري في مواجهة سياسات وإجراءات وممارسات الاحتلال العنصري .

المجد والخلود للشهداء .. الحرية للأسرى والأسيرات  .. النصر لنضال شعبنا

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني

رام الله – فلسطين

4-6-2012

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً