ركود تجاري يعكر بدء الموسم الدراسي في غزة

2015/08/23
Updated 2015/08/23 at 8:53 صباحًا

860x484
غزة – “القدس” دوت كوم – صفا – يظهر التاجر أحمد الصواف وهو في العشرينات من عمره إحباطه من ضعف الإقبال على متجره الخاص ببيع القرطاسية والحقائب المدرسية في مدينة غزة قبل يوم من بدء العام الدراسي الجديد.
كدس الصواف عدة أنواع من البضاعة في متجره غير أنه عبر عن خيبة أمله إزاء استبشاره بموسم بيع وفير خصوصا بعد تبدد الشكوك بشأن بدء العام الدراسي وعدم تأجيله.
ويجمع تجار في أسواق بيع الملابس والقرطاسية والحقائب على أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانيها سكان قطاع غزة انعكست سلبا على تحضيرات بدء العام الدراسي وإقبال الأهالي على شراء الاحتياجات اللازمة لأبنائهم الطلبة.
ويدلل الصواف على هذا الوضع بأنه باع أقل من 20% مما جهزه من بضاعة خاصة ببدء العام الدراسي حتى الآن وهو ما يثير مخاوفه من تكبد الخسائر وبقاء بضاعته دون بيع في ظل الركود الاقتصادي الحاصل في أسواق غزة.
ويشير إلى أن كميات كبيرة مما يبيعه من متجره لا يتم بالدفع النقدي بسبب الظروف الصعبة للأهالي خصوصا موظفي الحكومة السابقة في قطاع غزة الذين لا يتقاضون غير سلف مالية من رواتبهم منذ أكثر من عامين.
عروض أسعار
ويتفق التاجر رامي الصباغ (30 عامًا) بوصف الحركة التجارية بالضعيفة، ويقول “كنا نتوقع أن تكون حركة الإقبال على شراء الزي المدرسي هذا العام كبيرة، وتختلف عن الأعوام الماضية، لكن تفاجأنا بتراجع كبير في نسبة الشراء”.
ويبيع الصباغ الزي المدرسي للطلبة والطالبات على حد سواء وعرض قبالة متجره أنواعا متعددة وعروض أسعار لجذب رواد السواق الذين يقول إنهم يستفسرون عن الأسعار دون معدلات شراء كبيرة.
ويرجع السبب في ذلك إلى سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع لاستمرار الحصار المفروض منذ 8 سنوات، وعدم تلقي موظفي غزة رواتبهم، وعدم توفر فرص عمل للعمال المتعطلين.
ويرى الصباغ أن “أسعار شراء الزي المدرسي تتناسب مع كافة فئات المجتمع وظروفهم الاقتصادية، لكن هناك مواطنين يفضلون التسوق من البسطات لشراء البضائع الأقل جودة وأرخص ثمنًا”.
ويتوجه غدا الاثنين نحو مليون و200 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم في الضفة الغربية وقطاع غزة إيذانا ببدء العام الدراسي 2015 -2016.
ويتوزع هؤلاء بواقع 700 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية المحتلة، و500 ألف في غزة، منهم 792 ألفًا في المدارس الحكومية، و295 ألفًا في المدارس الخاصة، و113 ألف في المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”.
أعباء متلاحقة
وتعزو المواطنة أم عثمان الحاج علي في الثلاثينات من عمرها، ضعف إقبال الأهالي على شراء مستلزمات بدء العام الدراسي إلى أعباء المناسبات المتلاحقة عليهم.
واشتكت أم عثمان من أنها تعاني أوضاعا معيشية سيئة خاصة أن لديها أربعة من ابناء يحتاجون إلى كسوة المدارس.
وتقول وعلامات التعب والإرهاق تبدو عليها أن “المشكلة الأساسية تكمن بأن كسوة المدارس تأتي بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر، وهذا ما فاقم معاناتنا وأرهق كاهلنا في ظل سوء الأوضاع وزيارة الأعباء المادية”.
وتضيف أن “الأهالي لا يجدون وقتا للراحة من المصاريف ومتطلبات الحياة، فكل المناسبات تأتي تباعًا، كما أن أسعار البضائع لا تتناسب مع احتياجاتنا وظروفنا، ونحن نبحث عن الأرخص والمناسب”.
من جهتها اشتكت أم محمد حسن (40 عاما) من “وضع اقتصادي مزري” تعانيه عائلتها يحجم قدراتها على الاستجابة لتوفير مستلزمات أبنائها الستة الطلبة.
وتشير أم حسن إلى أن زوجها عاطل عن العمل منذ عامين وبالكاد تستطيع توفير المستلزمات المدرسية الأساسية فيما تبقى الكثير من متطلبات أبنائها محل صعوبة بالغة بالنسبة إليها.
ويعاني قطاع غزة الذي يقطنه مليون و800 ألف نسمة من معدلات قياسية من الفقر والبطالة بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد منذ منتصف عام 2007 وعدم تولى حكومة الوفاق لمسؤولياتها عن الأوضاع في القطاع.
وحسب البنك الدولي في تقرير حديث له فإن نسبة البطالة في صفوف سكان قطاع غزة تصل إلى 43 في المائة وهي نسبة تعتبر قياسية على مستوى العالم.
ارتباك ومصاعب
وكان ساد ارتباك شديد الأيام الأخيرة قبيل بدء العام الدراسي.
إذ لوحت أونروا على مدار أسابيع بإمكانية اضطرارها لتأجيل بدء العام الدراسي بسبب مواجهتها عجز مالي في موازنتها بقيمة 101 مليون دولار وهو ما أثار احتجاجات فلسطينية واسعة.
وعادت أونروا لتعلن الأربعاء الماضي عن التزامها ببدء العام الدراسي في مدارسها في مناطق عملياتها الخمسة (الضفة الغربية وغزة ولبنان وسوريا والأردن).
وتواجه المدارس الحكومية في قطاع غزة وضعا أشد صعوبة.
وحذرت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة من صعوبات تعرقل بدء العام الدراسي الجديد بشكل طبيعي جراء عدم قدرة 800 معلم ومعلمة من الوصول إلى مدارسهم بسبب عدم تلقيهم الرواتب، وعدم تخصيص موازنة تشغيلية للوزارة من حكومة التوافق.
وأعلن وزير التربية والتعليم في حكومة الوفاق صبري صيدم أنه بصدد دراسة مصاعب بدء العام الدراسي، غير أن مراقبين شككوا في أي استجابة رسمية منه في ظل استمرار واقع “تهميش” الحكومة للأوضاع في قطاع غزة.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً