الايام- محمد الجمل:واصلت قوات الاحتلال مجازرها في قطاع غزة أمس، وذلك لليوم السابع والسبعين على التوالي، مع تواصل استهداف المنازل، والأحياء السكنية، ومواصلة القصف المدفعي المكثف.
وتواصلت الاشتباكات المسلحة في كافة محاور التوغل، أمس، بصورة وصفت بالعنيفة، خاصة في محافظة خان يونس، وغرب مدينة غزة، وحي الشجاعية، ومنطقتي الزيتون، والشيخ عجلين، وسُمع دوي انفجارات كبيرة في محيط مواقع تمركز الدبابات.
وشهد يوم أمس استشهاد أكثر من 280 مواطناً، وإصابة نحو 650 آخرين بجروح، في غارات جوية وقصف مدفعي، وإطلاق نار استهدف بيوتاً مأهولة، ومواطنين نازحين، ومنازل محاصرة في كافة أنحاء القطاع، في حين ارتفع عدد شهداء العدوان إلى أكثر من (20057) شهيداً، بينهم أكثر من (9000) طفل، فيما زاد عدد الإصابات عن (53320) إصابة، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.
مجازر واسعة
وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة ضهير شمال غربي رفح؛ وأسفر ذلك عن سقوط 6 شهداء وإصابة آخرين.
كما أغارت الطائرات على منزل لعائلة الكرد مقابل مسجد الهدى بمخيم يبنا جنوب محافظة رفح؛ ما تسبب بإصابة عشرات المواطنين بجروح.
واستهدفت طائرات الاحتلال سيارة مدنية جنوب محافظة رفح، ما تسبب بسقوط خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال، اثنان منهم كانا في السيارة، وطفل تصادف مروره في المكان.
وسقط ستة شهداء على الأقل في قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة العقاد في منطقة الضابطة الجمركية شرق خان يونس؛ بالتزامن مع قصف منزل لعائلة “شرف” في شارع “المجادلة” بالمعسكر الغربي في نفس المحافظة، ما تسبب بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى.
وأصيب عدد من المواطنين بجروح في قصف إسرائيلي استهدف مسجد النور في منطقة قيزان النجار جنوبي خان يونس، في حين استشهدت الحاجة معزوزة قديح، جراء قصف استهدف بلدة بني سهيلا، وهي من سكان بلدة خزاعة شرقي خان يونس.
واستشهد مواطنان، وأصيب العشرات في قصف منزل بمخيم خان يونس، جنوب القطاع، بالتزامن مع غارات عنيفة استهدفت عدة منازل في بلدة بني سهيلا ومنطقة الشيخ ناصر بالمحافظة، وتسببت بوقوع شهداء وجرحى.
ووفق وزارة الصحة فقد ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على محافظة خان يونس، يوم أمس، إلى 28 شهيداً.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة، إذ سقط عشرات الشهداء، وعدد كبير من الجرحى، بقصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة “خلة”، في منطقة جباليا النزلة شمالي قطاع غزة.
وشنت طائرات الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر أمس، سلسلة غارات جوية استهدفت عدة منازل في منطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة؛ وأسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.
في حين سقط عدد غير محدد من الشهداء في غارات جوية عنيفة استهدفت مخيم جباليا، ومنطقة جباليا البلد شمال القطاع، وقد استهدفت الغارات العنيفة عدة منازل في المنطقتين.
واستشهدت مواطنة على الأقل وأصيب عدد آخر بجروح، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة “النباهين” في مخيم البريج، وسط قطاع غزة، بالتزامن مع غارة عنيفة استهدفت منزلاً لعائلة “خطاب” في منطقة الحكر بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى.
كما استشهد سبعة مواطنين على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً بالمخيم الجديد غرب النصيرات وسط قطاع غزة.
واستشهد عدد من المواطنين وأصيب العشرات بجروح في قصف منزل عائلة “الأشقر” في شارع الجلاء، مفترق عبد العال قرب صيدلية مسلم.
كما سقط شهداء وجرحى في قصف استهدف منزلاً لعائلة “أبو حسين”، في بلوك 2 في جباليا، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف في المنطقة ومحيطها.
وأفاد شهود عيان وجود عشرات الشهداء والمصابين في مخيم جباليا، وتحديداً “منطقة الجرن”، سقطوا جراء القصف المدفعي المتواصل، دون أن تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إليهم، وقد ناشد مواطنون بضرورة ارسال فرق انقاذ وسيارات اسعاف للمنطقة.
وصدم مواطنون بعشرات الجثث ملقاة في الطرقات والمنازل ومراكز الإيواء، بعد انسحاب قوات الاحتلال من منطقة مستشفى الإندونيسي ومحيطه، شمال القطاع.
كما سقطت شهداء وجرحى جراء غارة إسرائيلية استهدفت محيط أبراج عين جالوت جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع، كما سقطت شهيدة وعدد من الإصابات بقصف مدفعي طال منتصف سوق مخيم البريج، وسط القطاع.
وقصفت مدفعية الاحتلال وبشكل عنيف ومركز محيط دوار الجلاء شمال غزة، كما شهدت مناطق واسعة في القطاع، قصفا مدفعيا متواصلا وأحزمة نارية، خاصة في محافظة خان يونس، وشرق وغرب مدينة غزة، ومناطق شمال القطاع، خاصة جباليا وبيت حانون.
تطورات الوضع الصحي
وأصيب مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش، وجميع أفراد عائلته بجروح، كما استشهدت ابنته “جنى” في قصف إسرائيلي استهدف منزل شقيقته بمنطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
ووفقا لوزارة الصحة فقد استشهدت إحدى العاملات في مستشفى العودة المحاصر شمالي قطاع غزة، قنصًا برصاص قوات الاحتلال، مع استمرار حصار المرضى والأطقم الطبية داخل المستشفى.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور أشرف القدرة، إن المستشفيات في محافظة رفح صغيرة والطواقم الطبية عاجزة عن تقديم خدمات منقذة للحياة، والمدينة أصبحت منطقة منكوبة من الناحية الصحية، وفقد مستشفى أبو يوسف النجار السيطرة عن تقديم الرعاية الصحية لمئات الجرحى بسبب مجازر الاحتلال.
وأوضح القدرة أن الاحتلال وضع سكان شمال غزة في دائرة الموت بالاستهداف المباشر أو القتل لعدم توفر الخدمات الصحية.
وبين القدرة أن الاحتلال لا يزال يستخدم المساعدات الطبية سلاحاً لقتل المزيد من الضحايا في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة إرغام الاحتلال على إدخال المساعدات بشكل عاجل، حتى لا نصل لمرحلة كارثية تفوق المستويات، موضحاً أن ما يدخل غزة لا يتجاوز 70 شاحنة يومياً، بينما احتياجات السكان تتطلب دخول ألف شاحنة مساعدات.
وأكد أن وزارة الصحة رصدت أكثر من 50 ألف سيدة حامل، ونحو 900 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.
في حين قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، إن الأوضاع الإنسانية والصحية تزداد سوءا، ونحذر من مشكلة الأمن الغذائي في القطاع.
وأكدت الجمعية أن الأوبئة بدأت تنتشر في القطاع في ظل ضعف المناعة الناجم عن النقص في الغذاء والدواء.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر ورود عشرات الاتصالات عن قصف منزل في جباليا النزلة شمالي القطاع، ووجود أعداد من الشهداء والجرحى، ولم تتمكن أي من طواقم الإسعاف أو فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
اشتباكات مستمرة
وتواصلت الاشتباكات المسلحة بشكل ضارٍ وعنيف في جميع أنحاء القطاع، مع اشتدادها في محاور، خان يونس، الشجاعية، شمال القطاع.
وسمع في مناطق الكتيبة، السطر الغربي، بني سهيلا، القرارة، بمحافظة خان يونس، دوي انفجارات متتالية، رافقها سماع دوي إطلاق نار من أسلحة مختلفة، كما تدخل الطيران الإسرائيلي لإسناد القوات البرية على الأرض عدة مرات.
وأكد شهود عيان أن مجموعات من المقاومين خاضت اشتباكات عنيفة في عدة محاور بمدينة غزة، خاصة قرب حي الشيخ رضوان، وقرب ميدان فلسطين، وفي محيط منطقة لشيخ عجلين، وحي الزيتون.
ومازال محورا الشجاعية وجباليا يشهدان مواجهات مسلحة عنيفة، فرغم التوغل الواسع وتدمير عشرات المنازل خاصة في محيط شارع بغداد وصولاً لشارع صلاح الدين، إلا أن قوات الاحتلال تعرضت لمقاومة وهجمات بين الفينة والأخرى.
وشنت طائرات ومدفعية الاحتلال عمليات قصف عنيفة في محيط منطقة “بئر أبو إسكندر” بمدينة غزة، وذلك بعد وقت قصير من اندلاع اشتباكات عنيفة في المنطقة.
