أوساكا – اليابان: شارك عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني محمد علوش في تجمع جماهيري حاشد نظمته منظمة زينكو – التجمع الوطني للديمقراطية والسلام في مدينة أوساكا اليابانية، حيث قدّم قراءة سياسية شاملة لتطورات القضية الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، واتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تواصل إسرائيل خرقه يومياً في قطاع غزة.
واعتبر علوش أن ما يجري في فلسطين اليوم لم يعد شأناً فلسطينياً فحسب، بل جزء من صراع عالمي بين قوى التحرر والقوى التي تواصل إنتاج الحروب والهيمنة والاحتلال، مؤكداً أن استمرار العدوان على غزة يفضح ازدواجية المعايير الدولية، ويكشف حدود النظام الدولي القائم على القوة لا على العدالة.
وحذّر علوش من محاولات الحكومة الإسرائيلية فرض وقائع جديدة على الأرض تمسّ مستقبل الحل السياسي برمّته، من خلال الإبادة الجماعية، وتفريغ القطاع من سكانه، وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، واستهداف بنية المجتمع الفلسطيني اقتصادياً واجتماعياً.
وفي سياق رسالته السياسية الأوسع، دعا علوش إلى توسيع دائرة الفعاليات المناهضة للفاشية والعنصرية، وإلى تعزيز الحركات الشعبية العالمية الرافضة للحروب والقواعد العسكرية، مؤكداً أن وجود القواعد الأمريكية في اليابان يشكل عاملاً لعدم الاستقرار ويمثل امتداداً لسياسات الهيمنة التي تدعم الاحتلال وتغذّي الصراعات.
وطالب علوش الحراك الشعبي الياباني والقوى الديمقراطية بالضغط على الحكومة اليابانية من أجل الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، بما ينسجم مع التزام طوكيو المعلن بالقانون الدولي، ووقف كل أشكال الدعم المباشر وغير المباشر لإسرائيل، التي أدينت دولياً بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد علوش على أن القضية الفلسطينية اليوم أصبحت اختباراً أخلاقياً وسياسياً للنظام الدولي، وأن أي صمت أو حياد في مواجهة الإبادة هو مشاركة فيها، داعياً اليابان إلى استعادة دورها التاريخي الداعم لقضايا التحرر وحقوق الإنسان.
كما أكّد علوش أمام الحشد الجماهيري أن النضال العمالي جزء من السياق السياسي العام للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الاحتلال يستهدف الإنسان الفلسطيني في حياته اليومية ولقمة عيشه، وأن الدفاع عن حقوق العمال هو دفاع عن بقاء المجتمع الفلسطيني وصموده في وجه مشروع الاقتلاع.
وأشار إلى أن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني واتحاد نضال العمال والجبهة العمالية الموحدة يعملون على ربط النضال الاجتماعي بالنضال الوطني، وعلى تعزيز العلاقات مع النقابات والحركات العمالية حول العالم، لما له من دور سياسي مباشر في الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لمحاسبة إسرائيل وإنهاء الاحتلال.
وفي سياق متصل، أجرت هيئة تحرير صحيفة MDS، التابعة لحزب الحركة الديمقراطية الاشتراكية الياباني، حواراً سياسياً مطولاً مع علوش تناول فيه أبرز التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، والتحولات الجيوسياسية في المنطقة، وانعكاسات الحرب الإسرائيلية على مستقبل الصراع.
كما أقيم في مقر منظمة زينكو والحركة الديمقراطية الاشتراكية حفل تكريم وعشاء سياسي بمشاركة رئيس الحزب وقيادات الحركة وممثلي مؤسسات العمال والشباب والمرأة، وبحث علوش مع الرفاق اليابانيين سبل تطوير العلاقات مع جبهة النضال الشعبي الفلسطيني واتحاد نضال العمال، ناقلاً لهم تحيات وتقدير الأمين العام للجبهة د. أحمد مجدلاني وقيادة الجبهة، ومؤكداً أهمية توسيع العلاقات مع القوى التقدمية اليابانية في مواجهة سياسات العدوان والحرب.
