النضال الشعبي إقامة ” حديقة توارتية ” تصعيد نوعي وتسمين للمستوطنات لإحكام السيطرة على القدس

2011/11/19
Updated 2011/11/19 at 8:25 صباحًا

رام الله / حذرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من طرح ” حكومة الاحتلال الإسرائيلية لمخطط لإقامة حديقة توراتية على الجهة الشرقية من جبل المشارف والطور والعيسوية”، وقالت بموجب هذه الخطة يتم تغيير تصنيف هذه الأراضي المشار إليها من مناطق بناء ومناطق مبان عامة إلى حدائق وطنية توراتية ويحدد فيها البناء بشروط مشددة وضمن قيود صارمة، وأن تحويل هذه المساحات الشاسعة من الأراضي في القدس المحتلة تهدف إلى تحويل القدس “لرمز ديني وتوراتي للشعب اليهودي” حسب الرواية والسياسة الإسرائيلية القائمة على المشروع الاستيطاني، معتبرة ذلك تصعيداً  نوعياً  في الاستيطان اليهودي بالقدس المحتلة.

وأضافت الجبهة يترافق هذا المخطط الاستيطاني مع مصادرة ١٥٠٠ دونماً من أراضي الغور وتحويلها إلى احد  (الكيبوتسات)، وذلك استكمالا لمشروع “الحوض المقدَّس” للاستيطاني اليهودي في القدس المحتلة والذي تواصل السلطات الصهيونية والجمعيات الاستيطانية تنفيذه بخطوات متسارعة، ويعدّ من أخطر المشاريع الاستيطانية في المدينة المقدسة من حيث إنه سيفرض واقعاً جديداً على الأرض يحسم مصير المدينة المقدسة عموماً والمسجد الأقصى على وجه الخصوص.

وأوضحت الجبهة تؤجج إسرائيل حربها التهويدية ضد مدينة القدس، وتسعى للتخلص من الأحياء العربية فيها، من خلال سياستها الاستيطانية الممنهجة، والتي تتمثل في مصادرة الأراضي الفلسطينية، وهدم البيوت، وستغير جذريا الوضع القائم في المدينة عبر إقامة سلسلة كاملة من الحدائق المحيطة بالبلدة القديمة بهدف إقامة اتصال جغرافي بالمستوطنات الإستراتيجية حول مدينة القدس .

وأشارت الجبهة أن مخططات ومشاريع الاستيطان تقوم على زيادة عدد سكّان المدينة اليهود وذلك من خلال تسمين المستوطنات القائمة وبناء مستوطنات وبؤر استيطانيّة جديدة في كلّ أنحاء المدينة وفي الجزء الشرقيّ منها خصوصاً، وتقليل عدد السكّان الفلسطينيّين من خلال الاستيلاء على الأحياء.

 مشيرة ً هناك بعض الأحياء الفلسطينيّة الكبيرة التي توجد في مناطق حيويّة وهامّة في مدينة القدس لم يتمكّن الاحتلال من التخلّص منها عبر الجدار الفاصل كونها تقع في قلب المدينة، لذا فإنّ الاحتلال يلجأ لزرع بؤرٍ استيطانيّة في هذه الأحياء عبر مصادرة أراضيها وإقامة مجمّعات استيطانيّة عليها أو عبر هدم منازلها وتهجير سكّانها أو حتّى عبر السماح للمستوطنين باحتلال المنازل الفلسطينيّة فيها.

ونوهت الجبهة أن حكومة نتنياهو  قامت  بإغراق المدينة بالمستوطنين ،وضرب ثلاثة أطواق استيطانية حولها ،الأول يطوق منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والثاني يطوق الأحياء في القدس ،والثالث يطوق القرى العربية المحيطة بالقدس، ويأتي ضمن مخطط إحكام السيطرة على المدينة  من داخلها بعد إحكام السيطرة على الحدود الخارجية للقدس عن طريق حزام المستوطنات القائمة الآن في الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية للمدينة .

وقالت الجبهة أن تواصل هذه الجرائم والتهديدات والممارسات العدوانية الإسرائيلية المنظمة بشكل يومي ضد مدينة القدس، سيكون لها تداعياتها الخطيرة في تأجيج الصراع، وهي إجراءات باطلة تماماً، ومرفوضة، وتشكل اعتداء صارخاً على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه وحقوقه، وتمثل انتهاكا فاضحاً للشرعية الدولية والقانون الدولي.

وطالبت الجبهة المؤسسات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة اليونسكو واللجنة الرباعية، إلى العمل على حماية الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية والتراث الفلسطيني من العدوان الاحتلالي الاستيطاني، الذي يتقاسم الادوار مع عصاباته الاستيطانية، لترويع الشعب الفلسطيني وطرده من وطنه.

ودعت الجبهة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس إلى التحرك الفوري والسريع لإنقاذ المدينة من مخططات الاحتلال وتوفير الدعم اللازم لتعزيز صمود أهلها، مشيرة إلى ضرورة وضع خطة إستراتيجية عربية وإسلامية للاستثمار في القدس .

 

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً