السبت, أكتوبر 11, 2025
spot_img
الرئيسيةالاخبارالنضال الشعبي: سنقاتل ليبقى رمز السيادة والنضال مرفوعاً بيومه الوطني: علم...

النضال الشعبي: سنقاتل ليبقى رمز السيادة والنضال مرفوعاً بيومه الوطني: علم فلسطين راية نضال عالمية وعنوان للصمود الوطني في وجه الاحتلال

تقرير – نائل موسى/”بيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُنا .. خُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا”، بيت شعر شهير من قصيدة للشاعر العراقي صفي الدين الحلِّي، مطلعها ” سَلي الرِماحَ العَوالي عَن مَعالينا.. وَاِستَشهِدي البيضَ هَل خابَ الرَجا فينا ” ومن هذا البيت اشتقت ألوان علم العرب الأول في القرن العشرين، علم ما يُعرف بالثورة العربية الكبرى والدولة العربية الأولى في الحجاز والشام ” ومنه استمدت أعلام معظم الدول العربية الوانها. بما فيها فلسطين التي حظيت به ليصبح رمزا للوحدة والدولة والهوية والنضال الوطني

وعلى مر قرن ونيف من النضال المرير ضد الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية وصنيعتها دولة إسرائيل حظي العلم الفلسطيني بألوانه الأربعة ويشكله وأبعاده الهندسية المعروفة، بتقدير وطني يصل حد القداسة. فيما استفز واغضب ظهوره حتى في العالم الافتراضي الاحتلال ما جعل رفعه واحدا من أساليب النضال الوطني والمقاومة الشعبية خصوصا بعد احتلال باقي أراضي فلسطين التاريخية عام 1967 حيث سن الاحتلال قوانين تجرم حيازة ورفع العلم الفلسطيني وتفرض عقوبات قاسية بالسجن والغرامات المالية الباهظة.

وأبدع الفلسطينيون طرقا مختلفة لرفع علمهم في الشوارع والساحات العامة وفوق المآذن والمباني وساروا تحت ظله بفخر ونشوة عارمة في المظاهرات والمسيرات والمناسبات الوطنية بل ورسموه على الجداران متى تعذر ونظموا الأغاني والحان تتغزل به وبمعاني الوانه، وطالما ردد الزعيم القائد ياسر عرفات رحمه الله لأجله مقولته الشهيرة ” سيرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين على كنائس القدس ومآذن القدس واسوار ” شاء من شاء وابى من ابى.

ومن اجل بقائه خفاقا في سماء الوطن، أمضي الاف الشباب زهرة سنوات شبابهم في الاسر غي سجون الاحتلال الإسرائيلي بتهم تتعلق بصناعته او نقله حيازته او رفعه مرفرفا عاليا لتخفق القلوب المارة من تحته يملأها الفخر وكأنه تأكيد بانك فلسطيني أينما وجدت فيما خلد في الوجدان عشرات الاف الشهداء يتقدم خيرة القادة والمناضلين الذي روت دمائهم والجرحى الثرى تحته على مدى قرن ونيف من النضال.

وفي الـ30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، حلت مناسبة “يوم العلم الفلسطيني”، وهو تاريخ يصادف رفع الرئيس محمود عباس العلم الفلسطيني لأول مرة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى جانب أعلام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، عام 2015. حيث درج الفلسطينيون على احياء اليوم بفعاليات شتى.

وتميزت الاحتفالية هذا العام، بتسيد العلم الفلسطيني الحضور في العواصم والمدن والساحات والشوارع العامة حول العالم لإظهار الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني وحقوقه ونضاله ورفضا للاحتلال وجرائمه وفي اطار الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين حيث زين المباني الرسمية والعامة ورفرف بأيدي ملوك ورؤساء وقادة من على أسطح ونوافذ وشرفات بيوت في مختلف أنحاء العالم، وفي أيدي المتظاهرين على الأرض، وفي البحر على السفن المندفعة إنسانيةً وأخلاقاً وعدلاً لكسر الحصار على غزة

وتظهر التقارير الدبلوماسية والإعلامية انه اغلب بقاع الأرض تشهد يوميا رفع علم فلسطين. من أعرق المنظمات الدولية والهيئات السياسية والحقوقية والمجتمعية في العالم، إلى البلديات ومداخل السفارات والجامعات والمباريات، إلى الشوارع في المظاهرات الحاشدة إسناداً لفلسطين في وجه الإبادة الإسرائيلية.

وزاد الزخم مع اعتراف مزيد من دول العالم رسميا بفلسطين، دولةً، بأرضها وناسها وحدودها، وتضحيات أبنائها، وصمودهم في وجه مخططات الاحتلال الرامية لتهجيرهم. فأعلنت كل من: فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، أندورا، مالطا، لوكسمبورغ، موناكو، أستراليا، كندا، البرتغال، سان مارينو. اعترافها بدولة فلسطين.

وقد شهد علم فلسطين زخماً في حضوره في العامين الأخيرين، مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، فحمله المواطن العادي في شوارع معظم دول العالم، وصولاً إلى الرؤساء، ففي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ارتدى الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، علم فلسطين على معصمه. كما حملته النقابات العمالية والمهن الصحية والجامعات، والجماهير الرياضية في الدوريات الأوروبية، وبشكل خاص في الملاعب الاسبانية الإسكتلندية، وملاعب العرب وافريقيا وآسيا والأمريكيتين. فيما رفعت 21 بلدية فرنسية، العلم الفلسطيني فوق مقارها، تزامنا مع اعتراف باريس بدولة فلسطين، حيث أُضيء برج إيفل، احتفالا بهذه المناسبة.

لقد صمم الشريف حسين العلم الحالي على أنه علم الثورة العربية عام 1916. واستخدم الفلسطينيون العلم في إشارة للحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917. وفي عام 1947 فسر حزب البعث العربي العلم كرمز للحرية وللوحدة العربية.

أعاد أبناء شعبنا تبني العلم في المؤتمر الفلسطيني في غزة عام 1948. حيث تم الاعتراف بالعلم من قبل جامعة الدول العربية على أنه علم الشعب الفلسطيني.

وفي الاجتماع الأول في (28-5-1964) وضع المجلس الوطني الفلسطيني ميثاقه القومي، ونصت المادة (27) منه على أن يكون لفلسطين علم وقسم ونشيد، وحددت ألوانه بالترتيب كالتالي: أخضر فأبيض ثم أسود مع مثلث أحمر.

وفي (1-12-1964) وضعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نظاما خاصا بالعلم يحدد مقاييسه وأبعاده، وحلّ اللونان الأسود والأخضر كل محل الآخر، ومع انطلاق الثورة الفلسطينية في 1/1/1965م اتخذت العلم شعارا لها. وفي 15 نوفمبر 1988، تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية.

في مثل هذا اليوم الثلاثين من أيلول/ سبتمبر عام 2015، رفع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، علم فلسطين لأول مرة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى جانب أعلام الدول الأعضاء.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارا (A/Res/67/320)، ينص على رفع أعلام الدول المراقبة غير الأعضاء في مقر الأمم المتحدة في العاشر من أيلول/ سبتمبر 2015.

ويشكل هذا اليوم “يوم العلم الفلسطيني” رمزية سياسية كبيرة لشعبنا، وأكد الرئيس عباس في كلمة ألقاها بعد رفعه علم فلسطين لأول مرة في مقر هيئة الأمم المتحدة في نيويورك في الثلاثين من أيلول 2015؛ أن “هذه اللحظة تاريخية من مسيرة نضال شعبنا؛ وأن هذا العلم عنوان هويتنا الوطنية، وإهداء للشهداء والأسرى”. وفي اليوم ذاته اعتمد سيادته ذلك التاريخ يوما للعلم الفلسطيني.

العلم الفلسطيني ليس مجرد ألوان؛ بل هو قضية وقصة تضحيات ونضال طويل، رمز لكل شهيد، ولكل أسير؛ وكل لون من ألوانه الأربعة يتحدث عن رمزية خاصة.

يذكر أن فلسطين أصبحت “دولة مراقبة غير عضو” في الأمم المتحدة، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012

ميدانيا، أحيت اغلب مدن الضفة يوم العالم الفلسطيني بفعاليات قال عنها محافظ سلفيت مصطفى طقاطقة، انها ليست مجرد فعالية رمزية، بل هي تجديد للعهد مع الشهداء والأسرى والجرحى، ورسالة واضحة على تمسك شعبنا بحقوقه الوطنية المشروعة.

وشدد المحافظ على أن العلم الذي ارتفع في الأمم المتحدة بجهود القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، سيبقى راية للحرية والكرامة وعنواناً لنضال شعبنا حتى تحقيق حلمه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد محافظ نابلس غسان دغلس، ان رفع العلم الفلسطيني ليس مجرد طقس احتفالي، بل تجديد العهد مع الشهداء والأسرى والجرحى، وتأكيد على تمسك شعبنا بحقوقه الوطنية.

وقال أمين سر حركة فتح إقليم نابلس محمد حمدان، ان رفع العلم أمام العالم والأمم المتحدة لم يكن نصرا دبلوماسيا فحسب، بل جاء حصيلة نضال شعب قدم آلاف الشهداء والجرحى والأسرى.

رئيس بلدية نابلس حسام الشخشير بهذه المناسبة الوطنية الخالدة قال: العلم الفلسطيني لم يكن يوما مجرد رقعة قماش ترفرف في السماء، بل راية حملها الأجيال عبر مسيرة النضال ودفعوا في سبيلها أثمانا باهظة، والعلم الفلسطيني رمز الكرامة والسيادة وعنوان الوحدة الوطنية.

وأكد مدير شرطة محافظة نابلس العميد حقوقي عيسى أبو علان، رمزية العلم الفلسطيني كعنوان للسيادة الوطنية والهوية الفلسطينية، مشدداً على أهمية هذه المناسبة التي تتزامن هذا العام مع الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين.

سياسيا، أكد المجلس الوطني أن العلم الفلسطيني لم يعد مجرد رمز وطني لشعبنا بل أصبح راية عالمية يرفعها الأحرار والمناصرون للعدالة في كل مكان. اذ رفرف علم فلسطين على أهم عواصم دول العالم التي تسابقت للاعتراف بدولة فلسطين، ورفرف على شرفات البيوت في العواصم العالمية واعتلى أهم الميادين والساحات، ليعبر عن موقف شعوب الأرض الحرة الرافضة للمجازر والتطهير العرقي والمنددة بسياسات الاحتلال الاستعماري.

وتابع أن “هذا العلم الذي زينت به منصات التتويج وارتقى مع كبار الأدباء والفنانين والكتاب واعتلى قلوب الملايين، بات شاهدا على عدالة قضيتنا ورمزا للكرامة الإنسانية”.

وأضاف أن مسيرة العلم الفلسطيني “أثبتت أنه رمز لا يقهر، هزم جبروت الاحتلال وغطرسته وصار عنوانا لصمود شعبنا وإصراره على نيل الحرية والاستقلال”.

واستحضر المجلس الوطني التضحيات الجسام التي قدمت ليبقى هذا العلم خفاقا، والتي أكدت على التمسك بالثوابت الوطنية وعلى مواصلة النضال السياسي والدبلوماسي والشعبي حتى تحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وخاطب المجتمع الدولي وشعوب العالم الحرة أن رفع هذا العلم هو دعوة صادقة للوقوف إلى جانب الحق والعدالة ورفض العدوان والإبادة والتطهير العرقي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وقال “إن يوم العلم الفلسطيني هو يوم عهد ووفاء نجدد فيه التزامنا بأن يبقى هذا العلم عاليا يرفرف فوق أرض فلسطين رمزا للكرامة الوطنية وعنوانا لوحدة الشعب الفلسطيني ونضاله العادل”.

ورأت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن علم فلسطين يشكل معنى السيادة ورمز النضال حيث ارتقت قوافل الشهداء من أبناء شعبنا دفاعا عنه

وقالت: يشهد علم فلسطين في هذه الايام حضورا واسعا فقد عمت التظاهرات المؤيدة لشعبنا وضد الابادة والعدوان تحت ظلاله، ورفعته الدول والمؤسسات في العالم مع موجه الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين.

وتابعت، يحاول الاحتلال بعنصريته واستمرارا لنهجه العدواني أن يمنع رفع العلم الفلسطيني، وأن يصدر ما تسمى قوانين تحظر رفعه.

واستدركت الجبهة، سنقاتل ونناضل من أجل أن يبقى مرفوعا رغم أنف الاحتلال ولن نقبل بأن يُمس، تأكيدا على السيادة والهوية الفلسطينية، ودليلا على رفض الاحتلال على أرضنا.

مقالات ذات صلة

ابق على اتصال

16,985المشجعينمثل
0أتباعتابع
61,453المشتركينالاشتراك

أقلام واَراء

مجلة نضال الشعب