السبت, أكتوبر 11, 2025
spot_img
الرئيسيةزواياأقلام واراءبين ضراوة الحرب وأعباء الحياة .. المرأة الفلسطينية في قطاع غزة تقاتل...

بين ضراوة الحرب وأعباء الحياة .. المرأة الفلسطينية في قطاع غزة تقاتل من أجل البقاء .. بقلم : سارة عليان

اليوم، المشهد الإنساني في قطاع غزة تتصدره المرأة في ظل واحدة من أبشع الحروب، التي شهدتها المنطقة في تاريخها الحديث. ولم تقتصر الجريمة على تدمير المباني والبنية التحتية ومعالم الحياة المدنية، بل امتدت لتقتلع الأسر، وتحوّلت النساء إلى نازحات وأرامل يواجهن مسؤولية البقاء وحدهن، في ظروف بالغة القسوة.

البيت بالنسبة للمواطن الفلسطيني ليس مجرد سقف وجدران، بل رمز للكرامة والأمان والدفء العائلي. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 493 ألف امرأة وفتاة من قطاع غزة هُجِّرْنَ من بيوتهن، منذ تشرين أول/أكتوبر 2023، ومعظم هؤلاء فقدن المأوى وأبسط مقومات الحياة.

ولم تكتفِ الحرب بحرمان النساء من بيوتهن، بل سرقت منهن الشريك والمعين. ووفقاً لتقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women) بتاريخ 8 آذار/مارس 2024، قدر عدد الأرامل منذ بداية الحرب بـنحو 9000 امرأة. كما أشار أن قرابة 10 آلاف طفل فقدوا آباءهم خلال الفترة ذاتها، ليقعوا تحت رعاية أمهات مثقلات بالفقد والمسؤولية.

قبل الحرب، كانت نحو 10% من أسر القطاع تُعيلها نساء، لكن هذه النسبة ارتفعت بشكل ملحوظ مع ازدياد أعداد الأرامل نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو سنتين. واليوم تواجه المرأة الفلسطينية في غزة صعوبة كبيرة في إيجاد فرص عمل، إذ تكاد سوق العمل في غزة أن تكون مشلولة بالكامل نتيجة الحصار والدمار الواسع في المنشآت الاقتصادية. وفي ظل هذا الواقع، تجد النساء أنفسهن عاجزات عن توفير مصدر دخل ثابت لأسرهن، ما يزيد من اعتمادهن على المساعدات الإنسانية المحدودة وغير المنتظمة.

وفي المقابل، تعاني النساء من صعوبات في الوصول إلى المساعدات الإنسانية في ظل التهجير وفقدان الوثائق الرسمية. وكشف مسح أجرته منظمة أوكسفام (Oxfam) في شباط/فبراير 2024، أن 90% من النازحات أشرن إلى أن عدم وجود وثائق هوية أو أوراق ثبوتية هو أحد أكبر العوائق التي تحول دون حصول العديد من الأسر، وخاصة تلك التي ترأسها نساء، على المساعدات الغذائية والمالية.

وإلى جانب العبء المادي، تواجه النساء تحديات نفسية مضاعفة، إذ يطلب منهن التماسك أمام أطفالهن رغم أنهن يعشن حالة مستمرة من الخوف والقلق وفقدان الأمل.

الحرب لم تدمّر البيوت فقط، بل دمّرت النفوس أيضًا. ووفقاً لتقرير مشترك صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شباط/فبراير 2024، فإن %100 من النساء في قطاع غزة أظهرن علامات واضحة على الاكتئاب المتوسط إلى الشديد.

إن المأساة الإنسانية التي تعيشها المرأة الفلسطينية اليوم ليست مجرد نتيجة جانبية للحرب، بل انعكاس مباشر لسياسات أولئك الذين يؤيدون استمرارها وفرض الحصار على مجتمع بأسره.

مقالات ذات صلة

ابق على اتصال

16,985المشجعينمثل
0أتباعتابع
61,453المشتركينالاشتراك

أقلام واَراء

مجلة نضال الشعب