- · الجنرال الفاشي تشيتا كوهين يدعو الى شطب غزة من الوجود!
- دعا عضو الكنيست السابق، عن حزب “يسرائيل بيتينو” الجنرال (احتياط) الفاشي اليعزر تشيتا كوهين، الى مواصلة المعركة حتى النهاية وشطب غزة من الوجود. ووصف اسماعيل هنية بأنه هتلر ويجب شطبه هو الآخر.
- وقال هذا الفاشي، وهو طيار سابق ومن قادة سلاح الجو سابقا، لموقع المستوطنين (القناة السابعة)، انه “يجب مواصلة العملية حتى شطب غزة عن الوجود”، مضيفا: “كل هؤلاء الذين يعظوننا على الاخلاق اليوم سبقونا في شطب عدد كبير من المدن يفوق ما يمكن ان نفعله”.
- وواصل كوهين التحريض على تدمير غزة قائلا: “ان محو غزة من الوجود سيحقق الخير للعالم، فغزة تعتبر مكانا ملعونا، ولا يريدها احد، لا المصريين ولا اليهود. لقد نجح سكان غوش قطيف فقط بتحقيق الازدهار في هذا المكان. لكن غزة ملعونة وكلما تم هدمها كلما كان ذلك افضل للإنسانية والعالم كله. لقد اخذوا المال من قطر ومن الامريكيين ومنا، في سبيل بناء صواريخ وانفاق. هنية مثل هتلر، دمه في رأسه، يجب محوه من الوجود”.
- وشن كوهين هجوما على الاسلام، معتبرا ان إسرائيل تقف في الصف الاول في محاربة الاسلام، وان العالم كله يتفهم بأن اسرائيل تقوم بعمل مهم. وقال: “احزاب اليمين في اوروبا تفهم جيدا خطر تفشي الإسلام، انها ترتعد خوفا، هناك احياء كاملة في اوروبا تسري فيها قوانين الشريعة، وعندما قلت في محاضرة هناك، قبل سنوات ان إسرائيل تقف في مواجهة الخط الاول للامتداد الإسلامي، ارتعدت القاعة لكثرة التصفيق لي”!
- · قرار اممي بتشكيل لجنة تحقيق في جرائم اسرائيل في غزة
- ذكرت صحيفة “هآرتس” ان مجلس حقوق الانسان الدولي قرر خلال اجتماعه في جنيف، امس، تشكيل لجنة للتحقيق في جرائم الحرب التي يشتبه قيام إسرائيل بارتكابها في غزة خلال حرب “الجرف الصامد”. وشجب القرار شديد اللهجة العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في القطاع.
- وصوتت 29 دولة الى جانب القرار، من بينها روسيا والصين والهند ودول امريكيا اللاتينية كلها، والعديد من الدول الافريقية، وسلسلة من الدول العربية والاسلامية. وامتنعت عن التصويت 17 دولة، بعضها من اوروبا والبعض الاخر من افريقيا. وقالت الدول الاوروبية الممتنعة ان القرار غير متوازن ولا يذكر اطلاق الصواريخ على إسرائيل. وكانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي عارضت القرار.
- وكانت صيغة القرار الذي طرحته السلطة الفلسطينية بمساعدة مصر وتركيا وكوبا وفنزويلا وغيرها، شديدة اللهجة. وشجب القرار العمليات العسكرية الإسرائيلية بكل شدة. وقال دبلوماسيون اسرائيليون ان إسرائيل والولايات المتحدة ستحاولان عرقلة تشكيل اللجنة او العمل على اضعاف صلاحياتها. واوضحوا ان إسرائيل لن تتعاون مع اللجنة ولن تسمح بدخولها الى الأراضي الإسرائيلية.
- وهاجم ديوان نتنياهو القرار وادعى انه يجب على كل انسان مستقيم رفض هذا القرار. وادعى ديوان نتنياهو انه “بدل التحقيق في جرائم الحرب التي تقوم بها حماس، يدعو المجلس الى التحقيق ضد إسرائيل التي تبذل كل جهد للامتناع عن اصابة المدنيين الابرياء” على حد تعبير البيان! وأضاف ديوان نتنياهو ان مصير هذه اللجنة سيكون مثل مصير لجنة غولدستون، التي تنكر رئيسها لاحقا للتقرير الذي اعده. واعتبر ان نتيجة التحقيق ستكون “فرية دموية” ضد اسرائيل وستؤدي الى استخدام حماس بشكل اكبر للناس كدرع بشري!
- وادعى سفير إسرائيل في جنيف، ابيتار منور، خلال النقاش في المجلس قبل صدور القرار ان “المجلس فشل في الدفاع عن حقوق الانسان الاسرائيلي. وقال ان “حماس اطلقت 2000 صاروخ على إسرائيل، وهذه 2000 جريمة حرب”. وادعى ان اسرائيل تحترم القانون الدولي، لكن المجلس يصب الزيت على النار، وبعض الدول التي دعمت القرار فعلت ذلك كي تحرف الانظار عن خرقها لحقوق الانسان.
- وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال الجلسة “ان إسرائيل ترتكب جرائم ضد الانسانية في غزة، ويتحتم عليها تقديم الحساب”. ودعا المجتمع الدولي الى التدخل للدفاع عن الفلسطينيين من خلال تشكيل لجنة تحقيق ووضع حد لارهاب الدولة الاسرائيلية والمستوطنين ضد الفلسطينيين.
- · اكثر من 700 فلسطيني قتيل واكثر من 4000 جريح ضحايا العدوان على غزة حتى اليوم
- واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم قتل المدنيين في قطاع غزة، وقتل قبل فجر اليوم 16 مواطنا، بينهم ستة من افراد عائلة واحدة، حسبما افادت وزارة الصحة الفلسطينية.
- ونقل موقع “واللا” عن المصدر الفلسطيني قوله ان المدنيين قتلوا بنيران الدبابات. وبذلك ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين الى 707، بينهم اكثر من 160 طفلا، بينما بلغ عدد الجرحى 4500.
- وقال الفلسطينيون، امس، انهم عثروا على 19 جثة، بينهم طفل (12 عاما) تم قتلهم بنيران الجيش الاسرائيلي.
- · 32 قتيلا من الجيش الإسرائيلي في غزة
- كتبت صحيفة “هآرتس” ان عدد القتلى من جنود الجيش الاسرائيلي في غزة ارتفع الى 32 ضابطا وجنديا، بعد مقتل ضابط وجنديين من دورية سلاح المظليات، امس، جراء انفجار بيت مفخخ في خان يونس. واصيب جراء الانفجار عدة جنود. وحسب مصدر عسكري فقد تم زرع عبوة ناسفة كبيرة في المنزل. ويسود التقدير بأن الانفجار وقع اثناء محاولة جنود سلاح الهندسة تفكيك العبوة.
- وبلغ عدد المصابين من الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات، امس، 32 جنديا. وهاجم الجيش الاسرائيلي، امس، قرابة 100 هدف، بينها مستشفى الوفاء في غزة. وادعى الجيش انه استهدف “مواقع ارهابية داخل المستشفى” الذي تم اخلاء المرضى منه بعد قصفه التحذيري عدة مرات الأسبوع الماضي. ويدعي الجيش ان المستشفى استخدم كقاعدة لحماس والجهاد الاسلامي وتم من داخله اطلاق النار على الجيش. كما ادعى الجيش انه توجد تحت المستشفى عدة فتحات للانفاق. وزعم وزير الامن يعلون انه تم تفجير المستشفى بعد التأكد من خلوه من الناس، وان قوة الانفجار تدل على كمية الأسلحة التي تواجدت فيه!
- · اقتياد المعتقلين عراة الى السجن!
- وحسب الجيش الإسرائيلي فقد تم، امس، اعتقال مسلح فلسطيني وهو يرتدي زي الجيش الاسرائيلي، وبلغ عدد المعتقلين، امس، 150 فلسطينيا تم تحويلهم الى التحقيق في إسرائيل. ونشر موقع “واللا” صورا تظهر المعتقلين الفلسطينيين وهم عراة الا من سراويلهم الداخلية، وكتب ان الجيش الإسرائيلي اقتاد المعتقلين، وهم حفاة عراة الا من سراويلهم الداخلية، من غزة الى المعتقل الإسرائيلي في جنوب البلاد. واوضح ان الجيش اجبر المعتقلين على خلع ملابسهم وجمعها، وتركهم شبه عراه.
- وحسب الجيش فقد تم التحقيق الاولي مع المعتقلين من قبل وحدة التحقيق 504، المكلفة تشغيل العملاء في شعبة الاستخبارات، وتم الحصول على معلومات وتحويلها الى قوات الجيش الفاعلة داخل غزة. ومن ثم تم تسليم العديد من المعتقلين الى جهاز الشاباك لتوسيع التحقيق معهم، وزج الآخرين في المعتقل.
- · مقتل عامل اجنبي واصابة آخر
- قالت صحيفة “هآرتس” ان مدنيا ثالثا قتل في اسرائيل، امس، بفعل الصواريخ والقذائف التي تطلقها حماس. والقتيل هو عامل اجنبي من تايلند كان يعمل في احدى الدفيئات التابعة لاحدى البلدات الإسرائيلية في منطقة المجلس الاقليمي “شاطئ اشكلون”. كما اصيب عامل من الصين في منطقة المجلس الاقليمي “يبنيه”.
- · يعلون: نعد للمرحلة القادمة
- وقال وزير الأمن موشيه يعلون خلال زيارته للواء جولاني، امس “اننا نعد للمراحل القادمة من الحرب بعد الانتهاء من معالجة الانفاق، وعليكم ان تكونوا جاهزين لكل مهمة. يجب مواصلة الاستعداد لخطوات اكثر ملموسة داخل غزة. كما يجب على القوات المنتظرة خارج القطاع، الاستعداد لدخول غزة”.
- وكتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” ان العديد من الضباط الكبار في الجيش الاسرائيلي يعتقدون انه لا يمكن القضاء على تهديد الانفاق خلال الفترة القريبة، ويقولون ان كل من يدعي امكانية تحقيق ذلك، انما يضلل سكان الجنوب ومواطني اسرائيل.
- ويعارض الجيش وقف اطلاق النار دون انهاء مهمة تدمير الانفاق الهجومية. وتقول الصحيفة: “كما لا يمكن لرئيس الحكومة ووزير الامن النظر في عيون سكان الجنوب اذا لم يتم ازالة هذا الخطر، هكذا لن يستطيع القائد العام للجيش النظر في عيون القادة والعائلات التي فقدت ابنائها في عملية لم تستكمل”.
- ويستدل من حديث للصحيفة مع كثير من ضباط الألوية العاملين في غزة، انه لا يمكن الانتهاء من مهمة تدمير الانفاق خلال اقل من اسبوع، بل تتراوح التكهنات بين عشرة ايام واسبوعين.
- وتم حتى الان العثور على 30 نفقا هجوميا، لكنه تم معالجة جزء منها فقط. وهناك الكثير من الانفاق التي تشير الاستخبارات الى قيامها ولم يتم الوصول اليها بعد.
- لكن مسألة الانفاق تشكل جزء من الحكاية فقط، فالجيش يفهم ان حزب الله يتفحص عن قرب الحرب في غزة، واذا ما انتهت بنتيجة التعادل فان هذا سيتسبب بالضرر للردع الإسرائيلي، الامر الذي من شأنه تقريب حرب لبنان الثالثة.
- وتضيف “يديعوت”: “ان مهمة ازالة الخطر ليست سهلة. فالتقارير الميدانية تشير الى حدوث مواجهات معقدة وخطيرة. ولا يوجد أي بيت حوله نفق الا وتم تلغيمه، ويمكن حتى للبيت الذي يبدو نظيفا من الخارج، ان يتحول في لحظة الى كمين موت عندما يتم مهاجمته بصواريخ حماس، كما حدث اكثر من مرة.
- وكتبت الصحيفة انه منذ بداية عملية “الجرف الصامد” يعمل الجهاز الامني والجيش والمجلس الوزاري الامني – السياسي، بمرافقة مستشار قضائي دائم. ويشارك المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، ونائبه ران نزري، والنائب العسكري العام، الجنرال داني عفروني في كل مداولات المجلس الوزاري. ويتولون مهمة التحذير من القرارات التي يمكنها تعريض اسرائيل لدعاوى قضائية في المحكمة الدولية بتهمة بارتكاب جرائم حرب، او تشكيل لجنة تحقيق دولية كلجنة غولدستون التي اقيمت بعد عملية “الرصاص المصبوب”. كما يرافق المستشارون العسكريون الجيش في قراراته العسكرية. ورغم ان قادة الجيش مروا بارشادات قضائية تتعلق بقوانين الحرب وكل ما يتعلق بإصابة المدنيين، الا انه في الحالات المعقدة، يحتاجون الى المستشارين القضائيين.
- · اخبار غير مؤكدة تدعي قتل مسؤول عسكري في حماس
- كتبت صحيفة “هآرتس” انه تم يوم امس نشر اخبار غير مؤكدة على صفحات العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، تدعي ان الجيش قتل محمد سنوار، احد قادة الذراع العسكرية لحركة حماس في منطقة خان يونس. لكن الجيش الإسرائيلي لم يعقب على ذلك.
- ويشار الى ان سينوار كان احد الشخصيات الرئيسية التي نفذت عملية اختطاف الجندي غلعاد شليط. ونفى الجيش الإسرائيلي امس ما نشر، امس الاول، حول قيامه بقصف منزل محمد ضيف قائد الذراع العسكرية لحماس.
- من جانب آخر قال جهاز الشاباك الاسرائيلي انه أصاب خلال عمليات مشتركة مع الجيش، عددا من قادة الجهاد الاسلامي البارزين الذين وقفوا وراء الكثير من العمليات ضد الجيش. وحسب الشاباك فان من بين الشخصيات التي استهدفها اكرم الشاعر، الناشط الكبير من منطقة خان يونس، شعبان دحدوح، قائد كتيبة غزة، محمود زيادة، من جباليا، قائد كتيبة شمال غزة، وسعيد ابو معمر، قائد كتيبة رفح. ولم يؤكد الشاباك ما اذا تم قتل هؤلاء او اصابتهم بجراح فقط.
- · لا تقدم في المفاوضات لوقف النار
- كتبت صحيفة “هآرتس” ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، غادر إسرائيل، امس، دون التوصل الى أي تفاهم يقود الى وقف اطلاق النار. وعاد كيري الى القاهرة بعد اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
- وكان كيري قد وصل الى اسرائيل ظهر امس، بشكل شبه سري. وسافر على الفور الى القدس حيث اجتمع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وحاول كيري بث التفاؤل قبل اللقاء، وقال انه “تم تحقيق عدة خطوات ايجابية” بشأن وقف اطلاق النار، “لكنه لا يزال هناك الكثير من العمل”. وسافر كيري بعد ذلك الى رام الله للاجتماع بعباس، ثم عاد الى تل ابيب مساء للاجتماع بنتنياهو. وامتنع نتنياهو وكيري عن الادلاء باي تصريح للصحفيين بعد اجتماع دام ساعتين. وفي اعقاب ذلك غادر كيري عائدا الى القاهرة لمواصلة اجتماعاته مع القيادة المصرية.
- وفي اعقاب لقاء نتنياهو – كيري، اجتمع المجلس الوزاري الأمني في تل ابيب لمناقشة امكانية توسيع العمليات في غزة. وقال مسؤولون اسرائيليون انه كما يبدو لم تنضج الظروف بعد لوقف اطلاق النار بسبب شروط حماس.
- وقال نائب رئيس مجلس الامن القومي الامريكي طوني بلينكو، امس، ان الرئيس اوباما يبحث عن طريق تضمن عدم استمرار تهديد حماس لإسرائيل. وحسب قوله فان احدى الطرق لتحقيق ذلك تكمن في نوع من تجريد القطاع من الأسلحة.
- وتلقى نتنياهو، امس، محادثة من الرئيس الروسي بوتين، الذي اقترح التوسط بين إسرائيل وحماس لوقف اطلاق النار. وحذر بوتين من ان استمرار الحرب قد يقود الى تدهور دراماتيكي للوضع الانساني والتسبب بخسائر ومعاناة للمدنيين.
- ومن المنتظر ان يجتمع نتنياهو قبل جلسة الحكومة صباح اليوم، بوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي وصل امس في محاولة للمشاركة في الجهود المبذولة لوقف اطلاق النار.
- · مشعل: رفع الحصار شرط اساسي
- وكان رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس، خالد مشعل، قد اشترط، امس، وقف اطلاق النار برفع الحصار فورا عن قطاع غزة. وفند مشعل في تصريحاته خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة، الحديث عن احراز تقدم في مساعي وقف اطلاق النار، وقال: “انا مع وقف اطلاق النار ولكن يجب ان يتم ذلك برفع الحصار فورا عن غزة”.
- وأضاف: “نحن مستعدون لمواصلة الحرب التي فرضت علينا بسبب العدوان الاسرائيلي والحصار، لأسبوع او اسبوعين او شهر”. واشار مشعل الى بقية الشروط التي طرحتها حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى، لكنه ركز بشكل خاص على رفع الحصار وقال “ان رفع الحصار هو مطلب كل فلسطيني”. واعلن تمسك حماس بموقفها الرافض لوقف اطلاق النار ومن ثم التفاوض على مطالبها.
- وحول مطلب تجريد حماس من اسلحتها قال مشعل: “لن يستطيع احد تجريد المقاومة من سلاحها. هذا لن يحدث”. وتساءل: “لماذا لا تقوم إسرائيل بتفكيك اسلحتها ومستوطناتها”. وقال: “لقد ثبت بأن غالبية القتلى لديهم جنود وغالبية القتلى لدينا مدنيين، ونتنياهو ينتقم من سكان غزة، وهذا تثبته الاف البيوت التي تم تدميرها والاف اللاجئين داخل قطاع غزة”.
- وفي الضفة الغربية حيث يجري الاستعداد لـ” مسيرة الـ48 الف” التي ستنطلق اليوم من مخيم الأمعري باتجاه حاجز قلنديا، قال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات “ان الحرب ليست ضد حماس وانما عدوان على الشعب الفلسطيني”. واضاف: “المطلوب الآن هو الموازنة بين وقف اطلاق النار ورفع الحصار عن غزة وفتح المعابر واطلاق سراح اسرى صفقة شليط”. وقال “ان الاطراف تناقش جملة من الافكار والمقترحات الجدية، ونحن نبذل كل جهد للتقدم. لا نرى في هذه المطالب مطالب خاصة بحماس وانما مطالب الشعب الفلسطيني كله”.
- · امريكا تتراجع عن تعليق رحلات الطيران الى إسرائيل
- ذكر موقع “واللا” ان سلطة الطيران الأمريكية، قررت صباح اليوم الخميس، الغاء حظر الطيران الى إسرائيل، الذي كانت اعلنته يوم الثلاثاء الماضي، اثر سقوط صاروخ في بلدة يهود القريبة من المطار. لكن هناك شركات قررت بشكل مستقل الغاء الرحلات من والى إسرائيل حتى موعد جديد. وتتوقع إسرائيل ان يؤدي القرار الامريكي الجديد الى تراجع شركات طيران اخرى عن قرار وقف الرحلات الى اسرائيل. مع ذلك لم يصدر حتى الآن قرار رسمي. وكان اوساط يهودية امريكية، بينها عدد من النواب البارزين في الحزب الجمهوري قد مارسوا الضغط على ادارة اوباما لالغاء قرار سلطة الطيران الأمريكية.
- وكانت سلطة الطيران الأمريكية قد اعلنت امس، تمديد أمر منع الطيران من والى اسرائيل لمدة 24 ساعة أخرى، لكنها تراجعت هذا الصباح.
- ويتواصل امتناع العديد من شركات الطيران الأوروبية عن تسيير طائراتها الى إسرائيل. وعلم ان شركات الطيران الأجنبية الغت اكثر من 150 رحلة الى من والى اسرائيل. كما علقت 37 شركة طيران رحلاتها الى مطار بن غوريون. وحسب التقديرات فقد ادت هذه القرارات الى عرقلة سفر قرابة 20 الف مسافر من مطار اسرائيل والمطارات الدولية.
- ونقلت “يسرائيل هيوم” عن وزير المواصلات يسرائيل كاتس، قوله انه اذا كان هناك من يعتقد ان اغلاق مطار بن غوريون سيجعلنا نوقف العملية العسكرية في غزة قبل وقتها فانه مخطئ جداً”. وحسب رأيه فان “شركات الطيران الأمريكية يجب ان تكون اول من تعود فورا الى الطيران الى إسرائيل وعدم منح جائزة للارهاب”!
- وقال كاتس ان 65% من المسافرين الذين كان يفترض مغادرتهم لإسرائيل غادروها فعلا، واعلن تبنيه لاقتراح مدير عام سلطة المطارات بفتح مطار عوبداه الذي يمكنه استيعاب خمس طائرات مدنية يوميا.
- وكتبت “هآرتس” انه بالاضافة الى الضرر الكبير الذي يتسبب به قرار منع الطيران للمسافرين، اصاب الضرر، ايضا، العديد من الشركات التي تستخدم الطيران لنقل البضائع، كشركات الهايتك. وقالت المديرة العامة لمجمع الشحن في مطار بن غوريون، سيغال مانهايم كاتسوبيتس، ان حجم الخسائر المالية يقدر بملايين الدولارات نتيجة شل حركة البضائع الجوية.
- · لوبي صهيوني يطالب باعتقال ومحاكمة قادة الاونروا!!
- ذكرت “يسرائيل هيوم” ان “المنتدى القضائي من اجل إسرائيل”، توجه الى المستشار القضائي للحكومة يهدودا فاينشتاين مطالبا باعتبار وكالة الأونروا لغوث اللاجئين الفلسطينيين، منظمة خارجة على القانون، والتحقيق مع قادتها وموظفيها المسؤولين عن “الارهاب” ومحاكمتهم!
- وزعم المحامي ايتي كوهين في رسالته الى فاينشتاين انه يعتمد في طلبه هذا على ما نشر حول قيام الأونروا بتسليم حماس الصواريخ التي عثر عليها داخل احدى المدارس التابعة للوكالة في غزة. ولأنه يتم اطلاق هذه الصواريخ على مواطني إسرائيل فهذا يعني ارتكاب جريمة حرب ومساعدة الارهاب. ويطالب كوهين هذا باعتقال موظفي ورؤساء الاونروا والتحقيق معهم واستصدار اوامر اعتقال دولية ضد المسؤولين. كما يطالب باغلاق مكاتب الأونروا في إسرائيل والمناطق الفلسطينية الخاضعة لسيطرة إسرائيل!
- · حالة من الهوس والتأييد لجرائم الجيش في غزة
- تشهد إسرائيل حالة من هوس الاحتفاء بالجيش الإسرائيلي والتهليل لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني. وينعكس ذلك في التقرير الذي تنشره صحيفة “يسرائيل هيوم” تحت عنوان “اسرائيل تحتضن الجيش الاسرائيلي” والذي يعتبر ان “إسرائيل ترفع في الأيام الأخيرة رأسها الجميل، من خلال مشاركة الآلاف في جنازات الجنود وزيارة الجرحى في المستشفيات والتبرع من وقتهم ومالهم”.
- وجاء في التقرير انه “رغم الخسائر الكثيرة تحاول الجبهة الداخلية، بين صافرة انذار واخرى، الحفاظ على معنويات عالية ومساندة الجيش الإسرائيلي. وجرت امس تظاهرات تأييد للجيش وجنوده في كرمئيل حيث رفع الف شخص الاعلام الإسرائيلية وهتفوا مؤيدين للجيش، فيما شارك المئات من سكان قرية دالية الكرمل الدرزية في اجتماع تضامني مع قائد كتيبة جولاني الدرزي غسان عليان، (الذي قاد الهجوم الاول والدامي على حي الشجاعية واصيب هناك)، واعتبروا اصراره على التواجد مع جنوده رغم اصابته في غزة، “تعكس تحالف الدم الأبدي بين الدروز واسرائيل وشعبها”.
- وشارك المئات في صلاة جماعية اقيمت في باحة حائط المبكى في القدس من اجل نجاح الحرب في غزة وشفاء الجرحى. وفي القدس ذاتها امر رئيس البلدية بتعليق الاف الاعلام الإسرائيلية واعلام الجيش في المدينة في سبيل “الحفاظ على معنويات عالية ودعم الفخر القومي واظهار الدعم للجيش”، حسب ما تكتب الصحيفة. وتم تعليق اكثر من 3000 علم على مفارق الطرق ومداخل وشوارع المدينة. كما تم تعليق لوحة الكترونية كتب عليها “القدس تحتضن جنود الجيش”. ومقابل قطاع غزة، تم تعليق علم إسرائيل ولافتة كبيرة كتب عليها “سننتصر معا” على تلة تطل على مستوطنات محيط غزة.
- · ريبلين يتسلم منصب رئيس الدولة
- كتبت “يسرائيل هيوم” انه ستجري في الكنيست الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم، مراسم متواضعة لتنصيب الرئيس الاسرائيلي المنتخب رؤوبين ريبلين، الذي يستبدل الرئيس المنتهية ولايته، اليوم، شمعون بيرس.
- وقرر رئيس الكنيست والرئيس المنتخب الغاء حفل الكوكتيل الروتيني الذي يلي مراسم التنصيب، بسبب الحرب على غزة. وسيلقي بيرس خطابا وداعيا ينهي فيه سبع سنوات من الرئاسة، ثم يدلي الرئيس المنتخب باليمين الدستوري، يليه خطابه الاول كرئيس للدولة.
مقالات
- في اليوم التالي.
- تحت هذا العنوان تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية، ان احدى الآثار الصعبة لحملة “الجرف الصامد” تتعلق بتأثير الحرب على العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل. فبشكل يفوق أي مرة سابقة، تبرز هذه المرة محاولات ملموسة للتعرض للمواطنين العرب ومنحهم شعورا بأنهم لا ينتمون الى الدولة.
- ويتفشى الحوار العنصري المتطرف، الذي يتم زرع بذوره على الشبكات الاجتماعية، وتؤثر ثماره على كل المجال العام، ويتحول كل عربي الى مشبوه ويصبح كل مؤيد لمواقف لا تحظى بالاجماع القومي اليهودي، خائنا.
- ولا تتوقف حملات التحريض التي وصلت الى قمتها في دعوة وزير الخارجية ليبرمان الى مقاطعة المتاجر العربية التي اضربت احتجاجا على الحرب، على الكلمات، بل يسعى رجال اليمين المتطرف الى التعرض الجسدي للمتظاهرين ضد الحرب، ويتم فصل العمال العرب العاملين في القطاع العام، بسبب كتابة ملاحظة على الفيسبوك. ويعتبر الكثير من اليهود تضامن العرب مع اخوتهم في غزة بمثابة تقديم مساعدة للعدو خلال الحرب.
- في اكتوبر 2000 قتل 13 مواطنا عربيا من مواطني اسرائيل خلال موجة الاضطرابات التي اندلعت مع الانتفاضة الثانية، وجبت الاحداث ثمنا باهظا من المجتمع الإسرائيلي. فقد تراجعت ثقة المواطنين العرب بمؤسسات الدولة بشكل بالغ، بينما تعامل الكثير من اليهود معهم كخائنين. وخلال الـ14 عاما المنصرمة جرت محاولة لتحسين اوضاع العرب، بما في ذلك دمجهم في القطاع العام، وتحويل الميزانيات الى السلطات المحلية وتحسين جهاز التعليم وشبكة المواصلات. ولكن مقابل هذه المحاولات الطيبة، ازداد التحريض ضدهم في الكنيست والحكومة واصبح سن الكثير من القوانين المتطرفة مسألة اعتيادية برعاية حكومة اليمين. وتغلغلت الرسالة السلبية وغير الديموقراطية الى الأعماق، ويمكن ملاحظة نتائجها الآن، في الاندلاع العنيف للعنصرية ضد العرب.
- لقد فعلت سنوات التحريض والتشريعات المميزة فعلها، وخربت القاعدة التي تقوم عليها الحياة المشتركة في إسرائيل. والتعامل المهين مع العرب يضعف بشكل اكبر مشاعرهم بالأمن، المتضعضعة اصلا، بشأن مكانتهم في المجتمع.
- وعندما تنتهي هذه الحرب سيضطر اليهود والعرب للعودة الى العيش معا. ويجب عدم السماح لقوى الظلام بتعميق الشرخ وتفكيك الشراكة الهامة التي تعتمد عليها الحياة في إسرائيل.
- · نحن محقون.
- تحت هذا العنوان يكتب اري شبيط في “هآرتس” مدافعا عن العدوان على غزة، ويشرع الجرائم التي يتم ارتكابها من قبل سلاح الجو والمدفعية، متبنيا زعم الدفاع عن النفس. ويشن هجوما شديد اللهجة على حماس وينعتها بالفاشية والنازية الجديدة.
- ويكتب انه سيتم طرح الكثير من الأسئلة الصعبة، بعد انتهاء هذه الحرب، ومنها: هل بذلت إسرائيل كل جهودها لاستغلال سنوات الهدوء النادر من اجل دفع العملية السياسية؟ هل حرصت الولايات المتحدة على عدم ترك فراغ استراتيجي بعد انهيار مبادرة جون كيري؟ هل قيم جهاز الأمن بشكل صحيح التهديد الذي تشكله حماس واحتمال اختياره للمواجهة؟ هل منح المجتمع للجيش الإسرائيلي الدعم الذي يحتاج إليه ليكون مستعدا بشكل صحيح للحرب؟ هل تسبب الفيروس المفترس للصواب السياسي بجنون اليسار؟ هل تسبب نزيف وألم الأسابيع الماضية، بتضييق أفق الديمقراطية الإسرائيلية وجعلها مبهمة وغير متسامحة؟
- ولكن الآن عندما يتعرض جنودنا للهجوم من الأمام ومن المؤخرة، يجب طرح تساؤلات اخرى، أساسية: امام من نحن نحارب، وعلى ماذا نحارب، وهل نحن على حق؟ اننا نحارب تنظيما فاشيا، يفرض الرعب على سكان غزة، يضطهد النساء والمسيحيين ومثليي الجنس ويستهتر بقيم الديموقراطية والحرية والتقدم. وكل من يظهر ولو ذرة من التسامح مع حماس يتعاون مع دكتاتورية دينية متزمتة ومظلمة.
- هل تحدث عاموس عوز عن النازية الجديدة الاسرائيلية؟ ان رجال حماس هم النازية الجديدة الفلسطينية. لقد حولوا اول قطاع فلسطيني حظي بالحرية (نسبيا) الى معقل للاستبداد. لقد هاجموا اسرائيل المرة تلو الأخرى طوال عقد من الزمن، ورفضوا كل محاولة اسرائيلية لمنع التصعيد الحالي، وأصروا على اطلاق الاف الصواريخ على المدنيين. لقد بلوروا استراتيجية متطورة ولكن خبيثة، تقوم على هدفين: قتل اليهود الأبرياء وجعل الجيش الإسرائيلي يقتل الفلسطينيين الأبرياء.
- هذا التنظيم القاتل الذي استولى على غزة بالقوة في 2007، من خلال اعدام الخصوم من ابناء شعبه، هو تنظيم يرتكب جرائم حرب. ويمنع منعا باتا السماح له بالانتصار في هذه الحرب القاسية، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال اظهار أي شكل من التعاطف مع هذا الشر. اننا نخوض هذه الحرب دفاعا عن الوطن، الشعب اليهودي هو شعب بلا وطن، بذل المستحيل واقام لنفسه وطنا. دولة اسرائيل تعتبر اعجوبة يمنع التخلي عنها، ويمنع تهديد الأعجوبة، ويمنع تقبل وجودها كشيء مفهوم ضمنا. وعندما تحاول قوى ظلامية تدميرها، يتحتم علينا الدفاع عنها، وعندما تحاول قوى منافقة اضعافها، يتحتم تعزيزها.
- من حولنا يتراكم تهديد جديد وكبير يكمن في الفوضى العربية الاسلامية، وعلى اسوارنا تهجم جيوش اعداء تطلب ارواحنا. ولذلك فان ما يفعله طيارو سلاح الجو الآن هو تمكين وجود الدولة الوحيدة للشعب اليهودي. وما يفعله جنود جولاني والمظليين والناحل الآن هو السماح ببقاء الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. وما يواجه سكان الجنوب هو محاولة بشعة لتدمير وطننا على رؤوسنا. وحتى عندما تكون الصور من غزة قاسية، يجب ان لا ننسى ذلك. نحن لسنا جوليات، كنا داوود وسنبقى داوود، وكداوود نحن نحمي انفسنا.
- هل نحن على حق؟ بالطبع. لقد ارتكبنا اخطاء خطيرة، سياسية، استراتيجية وعسكرية. اظهرنا لا مبالاة وعجرفة ومضينا بعيون مفتوحة نحو الفخ، ولكن يجب عدم الارتباك، وعدم تجاوز الخطوط. فأمام انهار الشر وامام صواريخ الشر التي تهددنا، يتحتم عيلنا الصمود. لقد نسينا كيف نقول ذلك، واحيانا يصعب علينا الشعور بذلك، ولكننا على حق. في هذه الحكاية الحزينة والرهيبة، نحن على حق. وما تبقى عمله في الأيام القادمة هو ان نكون حكماء.
- هذا جيد، الأولاد يموتون.
- تحت هذا العنوان يكتب غدعون ليفي في “هآرتس”، انه حتى امس الأول بلغ عدد القتلى من الأولاد الفلسطينيين 155، وصباح امس قتل ثلاثة، ما يعني مقتل عشرة أطفال، في الحد الأدنى كل يوم. وحسب الأمم المتحدة فان هذا الرقم يفوق عدد القتلى من محاربي حماس. لقد نشر مركز الميزان لحقوق الانسان قائمة بأسماء 132 طفلا من بينهم. وعرضت صحيفة “التلغراف” البريطانية، امس، قائمة الموت، وتشمل اسماء الأطفال وتاريخ مقتلهم، تحت رسم يفصل اعمارهم، اطفال رضع، اولاد وفتية.
- لكل طفل الاسم الذي منحه له اهله. وظهرت في القائمة أسماء بيتول ابنة الرابعة، سهيلة ابنة الثالثة، بيسان ابن ستة أشهر، سراج ابن الرابعة، نور ابنة العامين، وهؤلاء الأطفال هم من بين 25 قتيلا من ابناء عائلة ابو جامع التي تمت ابادتها، والى جانبهم اسماء 127 طفلا آخرين. هذه القائمة لا تكذب. وحملة “الجرف الصامد” هي حملة “الرصاص المصبوب الثانية”، وقريبا ستفوقها فظاعة.
- هذه القائمة لم تنشر في البلاد ولن يتم نشرها، فلا مكان لها، لأننا نخوض الحرب. ولأننا نحمل حماس مسؤولية موتهم، وطياري سلاح الجو لم يقصدوا قتلهم! ولكن لا تقلقوا، فلو تم نشر هذه القائمة، لكان سيتم استقبالها من دون اظهار أي حساسية من قبل جزء واسع من الرأي العام، الذي تم غسل دماغه، والمتحمس للحرب، بل، ويستصعب القلب التصديق، سيتم استقبالها بفرح علني.
- لقد كتبوا على جدار باطون في نتيفوت: “هتلر أيضا كان طفلا”. وفي موقع “واللا” نشرت ردود الفعل بعد مقتل الأطفال الأربعة على شاطئ غزة، وهذه عينة منها. شيني مويال: “يهم مؤخرتي مقتل اربعة عرب، من المؤسف انه لم يتم قتل عدد اكبر. كل الاحترام للجيش”. “ستاف صباغ: “الحقيقة ان الصور تثير الفرح. ولكثرة ما تسبب لي من فرح اشعر بالرغبة بمشاهدتها المرة تلو الأخرى”. شارون ابيشاي: “اربعة فقط؟ بعصة، توقعنا اكثر”. اورنا بيرتس: “لماذا اربعة فقط؟”، راحيل كوهين: “انا لا اؤيد موت الأطفال في غزة، انا اؤيد حرقهم جميعا”. تامي مشعان: “فليمت اكبر عدد من الأولاد”. جميع هؤلاء المعقبات هن نسوة، ظهرن بأسمائهن وبصورهن الجذابة. انهن تشترين البضائع من الحانوت المجاور لمكان سكناكم، تذهبن معكم الى السينما وتسافرن معكم الى النزهة. انهن اسرائيليات ولن يفكر احد بفصلهن من العمل كما يفعلون الآن للعرب ولليساريين. ولن يشجبهن احد، ولن يهاجمهن او يهددهن. انهن طبيعيات، وفقا للقاعدة الإسرائيلية التي يعتبر فيها التعاطف واظهار الانسانية مع الجانب الآخر بمثابة خيانة، اما التطرف البهيمي فيعتبر وطنية فخورة. ولكن لماذا التذمر من نساء التعقيبات؟ اصغوا الى حوار الجنرالات والسياسيين والمحللين الذين يقولون تقريبا ذات الكلمات، ولكن بعذوبة.
- لم يكن لمثل هذا الحوار الشيطاني ان يحدث، كما يبدو، في أي دولة أخرى. وحتى اذا كانت تعقيبات متطرفة بشكل خاص، فإنها تعكس جيدا الرياح السائدة. ليس هناك الكثير من الاسرائيليين الذين حاولوا التخيل بأن هؤلاء الـ155 طفلا هم كأولادهم. فينظروا الى وجوههم، والتفكير بمستقبلهم، وبحياتهم البائسة وبموتهم. الجنود يحاربون ويقتلون في غزة الآن، وقلب الشعب مكرسا للقلق والخوف عليهم. ولا يوجد ما هو اكثر مفهوما وطبيعيا وانسانيا. حتى الصواريخ تواصل السقوط. ولكن الى جانب هذا القلق، فان غياب ذرة من الرحمة ازاء ضحايا الجانب الآخر، حتى ازاء الأطفال القتلى بأعداد رهيبة، يسجل رقما قياسيا آخر من العار، حتى في كتاب الارقام القياسية الإسرائيلية.
- الصور التي تصل من غزة – ليس للاعلام الاسرائيلي، الذي لا يعرضها الا صدفة كي يتحرر من الواجب – يجب ان تصدم كل اسرائيلي. ربما كانوا في غزة سيفرحون الآن، ايضا، لمقتل الأولاد الاسرائيليين. ولبالغ الفرح لم يحدث هذا لدينا. ولو كنا شهدنا ذلك لكنا قد ارتعبنا وبحق. اما القتل الجماعي لعشرات الأطفال الفلسطينيين، يوميا، فمن المسموح تجاهله، بل حتى الفرح لحدوثه، سيما أن “ان هتلر ايضا كان طفلا”.
- · حماس ليست مجموعة ارهابيين
- تحت هذا العنوان يكتب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، الجنرال المتقاعد شلومو غازيت، في “هآرتس”، انه ليس من المعروف كم من الأيام ستتواصل حرب “الجرف الصامد” وكيف ستنتهي. ويأمل ان يتم الخروج منها بشعور واضح بالنجاح وتحقيق الاهداف التي حددتها إسرائيل لنفسها. ويضيف: ” ستكون هناك بلا شك الكثير من التحليلات، واستخلاص الكثير من العبر، بعضها جديرة وشجاعة، وبعضها، بل وربما غالبيتها، ستبقى في اطار الثرثرة لدى السياسيين، الذين سيسعون الى الاثبات بأن مواقفهم كانت الصحيحة والمبررة وأنه لو استمعوا اليهم وتصرفوا كما اقترحوا، لكنا نتواجد اليوم في وضع مختلف وأفضل بما لا يقاس. وأتمنى عدم تكرار طقوس التوجه إلى مراقب الدولة وتشكيل لجنة تحقيق.
- ولكني اريد التطرق الى جانب واحد من هذه الحرب، الذي فاجأني أنا على الأقل: الجانب الثاني، العدو، حركة حماس. لقد اتضح لي ان إسرائيل لا تحارب في “الجرف الصامد” مجموعة “مخربين ارهابيين”، وانما دولة معادية. هذه دولة نجحت بتشكيل جيش كبير ومنظم جيدا، جيش لديه قيادة عامة تتمتع بسيطرة مركزية فاعلة وقيادة عسكرية، ادركت نوعية الحرب التي يجب عليها الاستعداد لها، واجادت الاستعداد لها على مدار سنوات. لقد فعلت ذلك بجهود تنظيمية ضخمة، بأفضل ما يمكن، وكل ذلك طبعا في ظل القيود الموضوعية للظروف الصعبة في قطاع غزة:
- * قامت بتخزين وبناء مستودع هائل من الصواريخ ذات المدى المختلف، والقادرة على الوصول إلى أي هدف في إسرائيل. وفعلت ذلك بإنتاج ذاتي وبواسطة التهريب من الخارج إلى قطاع غزة. كلنا نشعر بالفزع لمجرد التفكير بكيف كانت ستنتهي هذه الحرب لولا “القبة الحديدية” واعتراضاتها الناجحة.
- * خططت وبادرت الى عمليات هجومية بواسطة منظومة الأنفاق التي هدفت الى تمكينها من التسلل المفاجئ الى ما وراء السياج كي تصيب وتقتل في البلدات المجاورة للحدود.
- * خططت وبادرت الى هجمات عبر البحر، وقامت بتفعيل طائرات بدون طيار لشن هجمات. ورغم انها كانت بدائية الا ان حقيقة التخطيط والتنظيم تعتبر هامة.
- * ترافق ذلك كله بخطة عمل واسعة ومنسقة جيدا في المجال السياسي ومجال الحرب النفسية، وهي تنجح بتحقيق السيطرة المركزية والفاعلة رغم الظروف العسكرية الصعبة. ي
- صعب على الأذن الإسرائيلية سماع ذلك، ويصعب أكثر تقبل ذلك، لكن علينا الفهم والاستيعاب بأنه يقف امامنا عدو يختلف عما عرفناه، وعلينا التعود على صورة الوضع الجديدة. فهذا ينطوي على أبعاد لا تتوقف على المجال العسكري، ويمكن ان تكون له ابعاد في المجال السياسي، ايضا. حماس تعتبر عدوا، هدفها واضح وقاطع: تدمير دولة إسرائيل من الأساس. اننا نعود لفحص بنود ميثاق حماس التي تدعو الى تصفية دولة إسرائيل، ومن الواضح انه لا يوجد أي قاعدة لمحاورة قادة هذا التنظيم، او التوصل الى تفاهمات واتفاق سلام.
- ولكن في الوضع الحالي، لا توجد نية للتفاوض على السلام – لا من جانبنا، ومن المؤكد ليس من جانبهم. والفرصة الوحيدة اليوم هي التوصل الى هدنة طويلة الأمد، الى اتفاق لوقف اطلاق النار. هذا هو الهدف الآن في الجانبين. صحيح انه لكي نصل الى ذلك هناك حاجة الى التحدث مع حماس، ولكن علينا ان نتذكر، انه على مدار سنوات رفضت إسرائيل أي لقاء او حوار مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، لأن ميثاق المنظمة، ايضا، كان ينطوي على دعوة لتدمير إسرائيل.
- لكن الظروف تتغير، والواقع ليس ثابتا. علينا ان نعرف ونتيقظ لذلك. ان اثار اقامة “دولة حماس” ليست بالضرورة سلبية وخطيرة. وعندما نصل الى الحوار – وقد فعلنا ذلك وسنفعله في المستقبل – علينا ان نعرف ونستوعب، ان هناك صاحب بيت قوي في الجانب الآخر. وهذا يعني انه يوجد عنوان ويوجد من يمكن التوصل معه الى اتفاق يمكنه الصمود. استخدامنا لمصطلحات “مخربين” و”ارهابيين” يضللنا ويمنعنا من رؤية وفهم المتغير والمتطور امام اعيننا.
- ربما حانت ساعة الحسم.
- تحت هذا العنوان ينشر مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الحكومة، الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، مقالة مطولة، في “يسرائيل هيوم” يطرح فيها وجهة نظره بشأن الحرب على غزة وتوقعاته بشأن المستقبل. ويقول عميدرور ان السؤال الحقيقي الذي بقي بدون جواب مع دخول حرب “الجرف الصامد” اسبوعها الثالث، هو: هل نتوقف الآن، او نواصل بكل قوة الى الأمام؟
- ويقول ان حماس بدأت هذه الجولة بإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل ووسعت نطاق النيران وحاولت الهجوم عبر الانفاق والبحر وبواسطة طائرات بدون طيار، واذا كانت قد تسببت بجعل الكثير من الاسرائيليين يركضون الى الملاجئ، فان انجازاتها باستثناء ذلك كانت ضئيلة: مقتل ثلاثة مواطنين، ومقتل قرابة 30 جنديا، وجرح العشرات، اما الضرر الاقتصادي لإسرائيل فيعتبر ضئيلا مقارنة بالإنتاج القومي او أي مقياس آخر، رغم ان قرار شركات الطيران، وفي مقدمتها الأمريكية، عدم الطيران الى إسرائيل، يعتبر ضربة معنوية واقتصادية ليست سهلة.
- ربما كان الشعور بأن إسرائيل لا تسيطر ويتم جرها هو الأصعب، اذ يصعب استيعاب حقيقة ان منظمة ارهابية تعتبر اخر اعدائنا من حيث قوتها، تتحدى اقوى دولة في الشرق الاوسط على مدار ايام طويلة ولا تستسلم، وهي مسالة يعتبرها الكثير من حولنا وفي المنظمة ذاتها، انتصارا لحماس. وفي المقابل ردت إسرائيل بتعنت وأمطر سلاح الجو قطاع غزة بآلاف الأطنان من السلاح الدقيق، رغم القيود المفروضة عليه خاصة بسبب الرغبة بالامتناع عن اصابة المدنيين الأبرياء.
- منذ بداية العملية طرحت مسألة الانفاق بكل قوة، وكان الجيش وصناع القرار يعرفون مسبقا التهديد الناجم عنها وصعوبة معالجتها. وعندما تواصلت العملية ورفضت حماس مقترحات وقف اطلاق النار، التي وافقت عليها إسرائيل تولدت الفرصة الحتمية، ولكن الصعبة، للعملية البرية. وتهدف هذه العملية، المحدودة جغرافيا، الى تحقيق هدف اساسي: اكتشاف وتدمير الانفاق المتجهة من غزة الى إسرائيل او داخل القطاع. ورغم ان العملية محدودة فهي ليست بسيطة بتاتا، وتحتم السيطرة على المناطقة المفتوحة بين السياج والمناطق المأهولة، وفرض السيطرة عنوة على اطراف المناطق المأهولة التي استخدمت للدخول الى الانفاق، ومحاربة العدو المستعد جيدا في عمق المناطقة المأهولة في مناطق معينة. ويبدو ان الجيش يحقق مهامه رغم الخسائر في صفوفه، لكن حماس لم تنكسر ولم تركع على قدميها، وتواصل اطلاق الصواريخ على غالبية مناطق اسرائيل، وتسببت بإغلاق المطار الدولي امام الرحلات الاجنبية، وترد الحرب على القوات الاسرائيلية في المناطق التي دخلها الجيش، وتنجح بجرح بل وقتل الكثير من الجنود.
- غزة كانت دائما تضم اوكارا للإرهابيين، ولكن منذ احتلالها عام 1967، وحتى تطبيق اتفاقيات اوسلو، لم تطلق منها النيران على إسرائيل. وشرعت ببناء القدرات العسكرية بعد تطبيق اتفاقيات اوسلو عندما خرج الجيش من المناطق المأهولة التي سكنتها غالبية الفلسطينيين. وبعد قرابة خمس سنوات من اعادة انتشار قواتنا خارج المناطق المأهولة، بدأ اطلاق صواريخ القسام. وبعد عشر سنوات من اوسلو، وفي خطوة تفتقد الى المسؤولية الأمنية، انفصلت إسرائيل عن القطاع، وسمحت بارتباطها بشبه جزيرة سيناء، مركز الارهاب الاسلامي منذ ذلك الوقت. وسارعت حماس الى السيطرة على قطاع غزة، عسكريا واداريا واجتماعيا، واصبحت المسيطر في القطاع رغم وجود تنظيمات ارهابية اخرى. وتم ادخال كميات كبيرة من الأسلحة من مختلف الأنواع الى غزة، (وهي العملية التي تم تسريعها بعد سقوط نظام القذافي وتحول ليبيا الى مصدر اسلحة هام للتنظيمات الارهابية). وتلقت حماس اسلحة بمساعدة حزب الله وايران. ومع فقدان سيطرتها على معبر رفح، وصل الى غزة الكثير من الخبراء والمعلومات لإنتاج اسلحة ذاتية، والنتيجة ان غزة تمتلك اليوم القدرة على الانتاج الذاتي لصواريخ طويلة المدى ووسائل قتالية اخرى كالطائرات بدون طيار.
- وتواجه إسرائيل حاليا حربا قاسية، لأن حماس ترجمت قدراتها خلال السنوات الماضية بأفضل ما يمكن، لإنتاج منظومة متطورة تساعدها على اطلاق الصواريخ والقذائف لفترة طويلة، وبنت منظومة دفاعية محفورة في باطن الأرض، وترتبط بشبكة انفاق تمنح الافضلية امام كل مهاجم.
- ان قادة العالم يتفهمون اعمال إسرائيل بعد اسبوعين من الحرب، ويبدون استعدادا لمواجهة مظاهرات الشوارع للجهات اليسارية المؤيدة للفلسطينيين، ولكن ساعة الرمل السياسية بدأت تتناقص، ويجب ان يتقرر ما الذي سيحدث لاحقا، اذا واصلت حماس رفض وقف اطلاق النار الذي طرحته مصر. وهذا هو الوقت لطرح السؤال الحقيقي وربما الوحيد الذي ينطوي على اهمية حاليا: هل يجب على اسرائيل التعامل مع تهديد حماس كمرض مزمن لا يمكن التخلص منه، وله عوارضه اليومية غير اللطيفة ولكن المحتملة، والمرور كل بضع سنوات بمرحلة علاج قاسية لها، توفر فترة هدوء اخرى محتملة، او ان عليها المخاطرة بإجراء عملية قاسية ومعقدة تنطوي على كثير من المخاطر، لكنها اذا نجحت سيختفي الكثير من تأثير المرض، حتى لو احتاج الامر الى اجراء علاج متواصل لفترة طويلة.
- يمكن التوصل الى حالة لا يتم فيها اطلاق النار من غزة على اسرائيل كما لا يتم اطلاق النار من الضفة، وهذا يحتم القيام بعميلة قاسية، معقدة ومركبة لاحتلال قطاع غزة، الامر الذي سيكلف حياة الكثير من الجنود (كما حدث حتى الآن خلال الاحتكاكات في المناطق المأهولة). ان عملية كهذه ستجابه برد دولي معاد، ولن تحظى بالتأييد حتى من قبل القادة الذين يدعمون خطوات إسرائيل. بالإضافة الى ذلك لن يكون احتلال القطاع كافيا، وسيتحتم على الجيش والشاباك اعادة بناء القدرات الاستخبارية التي فقدوها منذ الانسحاب، وتركيز قوات كبيرة لتنظيف غزة من الاسلحة واعتقال او قتل رجال حماس الذين لن يستسلموا والوصول الى الوضع الذي ساد في القطاع قبل الانسحاب العسكري في عام 1995 من المناطق المأهولة. هذا يعني السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع، وهذا يعني: انتشار الجيش في القطاع، حسب معاييره، والعمل هناك بما في ذلك داخل المناطق المأهولة، حسب احتياجاته.
- وفي تقديري ان تنظيف قطاع غزة واعتقال رجال حماس سيستغرق قرابة نصف سنة، وخلالها سيدخل الجيش في عدد غير قليل من المواجهات الصعبة. لكن قدرة حماس على تحدي الجيش ستتقلص في نهاية مرحلة كهذه، وفي نهاية المطاف سيسيطر الجيش على القطاع، كما في الضفة. وسيواصل الجيش بناء على المعلومات الاستخبارية تنفيذ الاعتقالات واحباط العمليات، لكن مستوى المصاعب سيتقلص، وسيتم احباط غالبية قدرات الارهاب، وبعد ذلك لن يطلقوا النار على إسرائيل. ولا يستبعد عميدرور حصول مشكلة مدنية سياسية الى جانب المشكلة العسكرية، لأنه ليس من المضمون انه سيكون هناك من سيوافق على تحمل المسؤولية عن غزة حتى بعد نجاح الجيش بمهمة فرض الهدوء، ولن يتمكن الجيش من الانسحاب لأنه ستحل مكانه عناصر حماس الجديدة بل والاشد تطرفا. ففي الشرق الاوسط الحالي يمتلئ كل مكان شاغر بالجهات الاسلامية التي تفتقد الى أي مسؤولية، ولا يمكن السماح بذلك من خلال الانسحاب وترك فراغ سلطوي مدمر في غزة.
- لذلك قد تضطر إسرائيل للعودة الى الأيام التي سبقت اوسلو، ايام الادارة المدنية وادارة القطاع بكل سكانه. وهذا عبئ سلطوي واقتصادي وسياسي ليس سهلا، رغم اننا نجحنا به طوال 28 عاما (من 67 حتى 95). ورغم صعوبة ذلك الا ان نتائجها ستكون قاطعة – وقف اطلاق النار على إسرائيل وعدم حفر انفاق تتيح التعرض لسكانها. الا ان حملة كهذه ستكلف الكثير من حياة البشر في غزة. لأن حماس تحارب من داخلهم، وبالنسبة لها فان حياتهم تساوي قشرة ثوم. ولكن احتلال غزة على المدى الطويل سينقذ الكثير من الفلسطينيين.
- اما الامكانية الثانية فهي العودة الى تفاهمات “عامود السحاب” وتفاهمات ما بعد “الرصاص المصبوب”، أي الدفع نحو وقف اتفاق النار بوساطة ما فور الانتهاء من تدمير الانفاق. وفي سبيل تحقيق ذلك سيكون على إسرائيل تقديم تنازلات خاصة في المجال الاقتصادي. وبعد وقف اطلاق النار ستعود حماس للسيطرة على غزة وستواصل بناء قوتها العسكرية وقدراتها استعدادا للمواجهة القادمة. صحيح انه لن يكون من السهل عليها بناء قواتها وترميم اضرارها الكثيرة، لان نظام السيسي لن يسمح لها بذلك، ولكن المقصود تغيير وتيرة العملية فقط.
- ومن جانبها ستواصل إسرائيل تحسين قدراتها، ولكن يجب الاخذ في الاعتبار ان حماس هي التي حددت موعد وقوف الجانبين في الاختبار. وفي تقديري فانه بسبب الأضرار الكبيرة التي منيت بها حماس، بالإضافة الى الضغط المصري والعزلة الدولية، ستستغرق عملية الترميم فترة طويلة ولذلك فان اتفاق وقف اطلاق النار سيكون طويلا. ولكن هذا الهدوء لن يكون مطلقا، وبين الحين والاخر سيقوم مجنون ما في غزة بإطلاق عدة صواريخ على محيط غزة، ولكنه من الواضح بعد هذه الحملة ان إسرائيل لن تخرق الاتفاق بسبب عدة صواريخ، كما كان دائما.
- · يجب التفكير بمسار جديد
- تحت هذا العنوان يكتب الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، في “يديعوت احرونوت” ان إسرائيل وحماس تتواجدان الآن في حالة “تعادل استراتيجي غير متماثل”. فعلى الرغم من قيام إسرائيل بتحييد القدرات المركزية المزدوجة لحماس، الصواريخ والأنفاق، وجبت ثمنا باهظا من الحركة، فقد صمدت حماس وتواصل وتيرة اطلاق الصواريخ على إسرائيل، ووجهت ضربة الى الطيران الجوي المدني، وغير مستعدة لابداء مرونة في شروط التوصل الى وقف اطلاق النار.
- وبسبب الطابع غير المتماثل للمواجهة، فان معنى التعادل هو انتصار حماس. ولا يمكن لإسرائيل ان تسمح لنفسها بنتيجة كهذه، لا امام اعدائها الذين يراقبونها في الشمال، ولا امام محاربيها والرأي العام الإسرائيلي. ولكي يتم تغيير التوازن في هذه المعركة يتطلب اجراء تغيير في الأنماط الثلاث التي تقود التفكير الاسرائيلي.
- اولا، يجب مع حماس من الشعور بأنها تمتلك “شهادة تأمين”. فلقد ترسخ في إسرائيل المفهوم الذي يقول ان البديل لحماس سيكون أسوأ ولذلك تشعر حماس بأن إسرائيل مستعدة لممارسة الضغط عليها وجباية الثمن منها حتى نقطة معينة فقط، لأنها تفضل سلطة مركزية قوية ومستقرة تشكل عنوانا. وفقط اذا ادركت حماس ان إسرائيل ماضية لضرب رأسها من الجو والبر يمكن لهذه المعركة ان تنتهي بنتائج استراتيجية افضل.
- النمط الثاني الذي يجب على إسرائيل التحرر منه هو فكرة “الهدوء مقابل الهدوء” الذي يميز التفاهمات التي تلت جولات الحرب السابقة. على إسرائيل ان تكون مستعدة لوقف اطلاق النار فقط اذا تعامل وقف اطلاق النار مع تضخم وتسلح حماس المستقبلي. من المهم تحديد الفارق بين وقف اطلاق النار والترتيبات. فوقف اطلاق النار يعني قيام الجانبين بوقف اطلاق النار على بعضهما البعض، اما الترتيبات فتشمل سلسلة من التفاهمات والاتفاقات بين الاطراف المختلفة حول المعايير التي سيتم اعتمادها لادارة العلاقات بين الجانبين بعد وقف اطلاق النار. ويجب ان تشمل الترتيبات المستقبلية منع تضخم حماس والتنظيمات الارهابية في غزة. ومنع هذا التضخم يختلف عما يكثرون من الحديث عنه مؤخرا، والمسمى “نزع السلاح الطوعي”. فحماس لن تنزع سلاحها في أي اتفاق. ولا يمكن لأحد تجريد غزة من سلاحها الا الجيش الاسرائيلي، اذا احتل غزة. لكنه لا ينصح باللجوء الى هذا الخيار. ان المصطلح الصحيح الذي يجب الحديث عنه هو منع التضخم. فحماس لن توافق على ترتيبات تقيد تضخمه، ولكن هناك طريقا اخرى تستغل تماهي المصالح بين إسرائيل والولايات المتحدة وغالبية الدول العربية الهامة المعنية بالتوصل الى ترتيب يشمل آليات تحد من تضخم حماس مستقبلا.
- والمركبان الأساسيان لتحقيق ذلك هما منع مصر لتهريب الاسلحة الى غزة، وفهم الادارة الامريكية والمصرية بأن إسرائيل تملك شرعية المبادرة الى عمليات مستقبلية ضد تضخم حماس.
- اما النمط الثالث الذي يجب تغييره فهو الانتقال من موقف المعارضة لحكومة التكنوقراط الفلسطينية الى موقف واقعي يفحص بشكل متواصل مواقف وعمل الحكومة وتشجيع فرض صلاحياتها في غزة. الحل السياسي طويل الأمد لغزة يكمن في استمرار اضعاف حماس. من الصحي محاولة اعادة السلطة الفلسطينية الى غزة بالتدريج بالتعاون مع مصر والدول العربية المعتدلة والمجتمع الدولي. ويجب استنفاذ الجهود لتدعيم عباس وطرحه كبديل حقيقي لحماس في غزة. هذه الانماط الثلاثة تنضم الى استراتيجية متماسكة: توجيه ضربة عسكرية قوبة لحماس تعتبر حيوية لإضعافها، او اسقاطها وتتيح ترتيبات تضمن منع تضخمها مستقبلا وتتيح استراتيجية طويلة الامد لإعادة الجهات المعتدلة الى غزة.




