شهداء عائلة المصري… عريس لم تكتمل فرحته وطفلة تنتظر العيد ! باغتهم صاروخ إسرائيلي قُبيل الإفطار

2021/05/11
Updated 2021/05/11 at 12:05 مساءً

غزة – الحياة الجديدة – أكرم اللوح- كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، وعائلة المصري تصارع الوقت، لجمع ما تبقى من معدات وأغراض تستخدمها في فلاحة أرضها، لتلتحق بباقي أفرادها قبل أن يصدح صوت آذان المغرب،، إيذانا بانتهاء يوم الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك، ولكن حلت الفاجعة، فسقط خمسة منهم شهداء وآخرين جرحى نتيجة صاروخ إسرائيلي لم يمهلهم حتى موعد الإفطار.

تناثرت الجثث في كل مكان، وتساقط المصابون يزحفون بحثاً عن أمل ينقلهم إلى المستشفى، فيما ركض آخرون غير مبالين بإصابتهم لتفقد جثث أبنائهم، المشهد كان مؤلما، والحدث لم يستغرق ثواني، حتى بدأ الصراخ يملأ المكان.

فلا أحد يستطيع أن يوقف صراخ الأب المكلوم “يوسف المصري” حين شاهد طفليه إبراهيم “١٠ سنوات” ومروان “٦ سنوات”، غارقين في دمائهما، فلم تسعفه قدميه فسقط بجوار أحدهما، وتمالك نفسه وحمل الآخر وألصقه بشقيقه، وبدأ ينادي على أقاربه:” ماتوا أولادي، ماتوا أولادي

محمد المصري وهو شقيق يوسف، فُجع هو الآخر باستشهاد نجليه أحمد “٢١ عاما”، ورهف “١٠ سنوات”، ولكن الصدمة كانت عنيفة، فهذا عريس لم يكتمل حفل زفافه، وتلك طفلة تنتظر بشغف فرحة عيد الفطر السعيد، وانشغلت خلال اليومين الماضيين بإعداد ملابسها واكسسواراتها، ولكن أجزاء الصاروخ التي استهدف عائلتها حرمها من أبسط حقوقها.

أحد شهود العيان من عائلة المصري يروي لمراسل “الحياة الجديدة” لحظة وقوع الفاجعة قائلا:” كنا جالسين أمام منازلنا، ننتظر موعد آذان المغرب، وسمعنا فجأة صوت انفجار كبير، وبدأ الدخان يتصاعد من أرض زراعية تعود لأقاربي، وما هي دقائق حتى بدأ الصراخ يغطي المكان”.

 

ويضيف شاهد العيان الذي يدعى سالم المصري:” بدأنا بالركض نحو الصراخ، وما أن وصلنا حتى شاهدنا جثث خمسة من أبناء العائلة، وقد أصابتهم شظايا الصاروخ، وقطعت أجزاء من أجسادهم، فيما هم البعض لمساعدة الجرحى ونقلهم في سيارات مدنية إلى المستشفى”.

ويقول المصري:” جاء قريبي يوسف راكضا من بعيد، وما أن وصل حتى رفع بعض أكياس النايلون عن نجليه الشهيدين، وبدأ في الصراخ، قتلوا أولادي قتلوا أولادي”.

ويوضح المصري أن الشاب أحمد كان على قيد الحياة، وحاول البعض نقله في سيارة مدينة للمستشفى، ولكن اقتربت في تلك اللحظة سيارات الاسعاف، ليعلن عن استشهاده بعد لحظات لخطورة إصابته”.

والدة الشهداء الأطفال كانت أكثر تماسكاً ورددت هتافات لنصرة القدس والمسجد الأقصى قائلة:” دماؤنا رخيصة لأجل القدس، حي على الجهاد، حي على القتال من أجل القدس”.

وأعلنت المصادر الطبية في وقت متأخر من يوم الاثنين، استشهاد خمسة من عائلة المصري وهم :” إبراهيم يوسف عطاالله المصري (١٠ سنوات) ، وأحمد محمد عطاالله المصري (٢١ عاما) ، ومروان يوسف عطاالله المصري (٦ سنوات) ، ويزن سلطان عطاالله المصري (سنة واحدة) ، ورهف محمد عطاالله المصري (١٠ سنوات) ، اثر استهداف إسرائيلي لمنزلهم في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وقالت المصادر الطبية أن عدد الشهداء في العدوان المتواصل على قطاع غزة بلغ ٢٠ شهيدا، بينهم تسعة أطفال، و٩٥ إصابة وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.

من جانبها، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” المحافظات الجنوبية، ١٢ شهيدا من أبنائها الأبرار ( شهداء معركة القدس) الذين ارتقوا إلى العلياء جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا الفلسطيني العظيم بالمحافظات الجنوبية

Share this Article