وحدة الحركة العمّالية .. ضرورة ملحّة ..

2009/05/04
Updated 2009/05/04 at 8:11 صباحًا

 

وحدة الحركة العمّالية .. ضرورة ملحّة ..

                                                                      بقلم : محمد علوش

نعيش هذه الأيام أجواء الاحتفالات بالأول من أيار المجيد يوم العمال العالمي ، هذا اليوم النضالي العمالي المتجدد بجذوة النضال من اجل الحقوق العمالية في مواجهة كل أشكال القهر والاضطهاد والاستغلال الطبقي والنقابي والسياسي حيث تنتفض إرادة العمال في الأول من أيار لتؤكد على حقيقة أساسية مفادها أن قوة العمال وقوة مواقفهم لا تنبع إلا من وحدتهم النقابية والتنظيمية في إطار اتحاد عمالي موحد يستند إلى ارث ومرتكزات الحركة العمالية والنقابية الفلسطينية التي قدمت نماذج رائعة وصور مشرقة من التضحية والبذل والعطاء طيلة مسيرة الثورة الفلسطينية متقدمة الصفوف في الدفاع عن ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وقدمت من خيرة أبنائها وقادتها الشهداء والأسرى على طريق نيل الحرية والاستقلال ، ورغم كل ما قدمته الطبقة العاملة الفلسطينية من دور متميز وفاعل عبر مسيرة العمل النقابي الفلسطيني في إطار الاتحاد العام لعمال فلسطين بفروعه المنتشرة داخل الوطن وفي أقطار اللجوء والشتات محافظا على ارث العمال وحقوقهم ومكتسباتهم  إلا أن عمالنا وحركتنا النقابية ما زالت بين المطرقة والسندان وتعاني من اضطهاد مزدوج فمن جهة تعاني نتيجة الاحتلال ومرارة وظلامية هذا الاحتلال ومن جهة تعاني من أشكال الاستغلال والحرمان من حقوقها من قبل البعض من أطراف الإنتاج ومن المشغلين ومن قبل الرأسمالية وأقطاب البرجوازية  .

إن الأول من أيار هو يوم استعراض قوة العمال وقوة تنظيمهم النقابي ، وما أحوجنا في الحركة النقابية الفلسطينية بكافة أطرها إلى تحقيق وحدة الحركة النقابية والعمالية في الوطن وفي الخارج في إطار الاتحاد العام للعمال على أسس مهنية ونقابية ديمقراطية للرقي بالأوضاع النقابية وتحقيق مصالح الطبقة العاملة والدفاع عنها باعتبارها من أهم القضايا الوطنية والنقابية ، ففي تقديرنا فان تحقيق وحدة الحركة النقابية ووحدة الاتحاد ستكون مقدمة لوحدة كافة المنظمات الجماهيرية والاتحادات الشعبية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني على طريق تحقيق واستعادة الوحدة الوطنية كممر إجباري للكل الفلسطيني من اجل مواجهة التناقض الرئيسي المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي .

إن ما نعانيه من شرذمة وانقسام في الحركة العمالية لا يمكن أن يخدم أهداف وتطلعات العمال وان يعبر عن مصالح الطبقة العاملة وان العمل من اجل هذه الوحدة هو مطلب وواجب وطني ونقابي يحتم على كافة العاملين في الحقل النقابي بأن يعلقوا الجرس وان يرفعوا أصواتهم من اجل تغليب المصلحة العمالية والوحدة النقابية على المصالح والأهواء الشخصية والضيقة لان المصلحة الوطنية ومصلحة العمال والعمل النقابي تقتضي الوحدة بشكل جدي وحقيقي وعلى أرضية خدمة الأهداف التي تأسس من اجلها اتحاد العمّال ، وان يتم الضغط من كافة القوى السياسية لاستعادة قوة وحضور التنظيم النقابي الموحد باعتباره المظلة التي تستظل بها كل الأطر والفعاليات النقابية .

الأول من أيار هو يوم الوحدة والتضامن والنضال العمالي وكان من باب أولى بأن تكون الاحتفالات موحدة بعيدة عن الشرذمة والانقسام وان تكون التعددية في إطار اتحاد واحد موحد يضم الجميع حرصا على استمرارية المسيرة النقابية وتحقيق مصالح وحقوق الفئات العمال المهمشة ومواجهة الاستغلال والسياسات الإجرائية المناوئة لحقوق العمال والتصدي لكل التحديات التي تواجه عمال وعاملات فلسطين في تدني الأجور وفي الضمان الاجتماعي وإنشاء صندوق دعم العامل المتضرر والعاطل عن العمل وفي تحصيل التأمينات الطبية والعلاجية المجانية والتعليم المجاني لأبناء العمال التي لا يمكن أن تتحقق إلا بمراكمة النضال العمالي وتحقيق الوحدة العمالية على قاعدة الانتصار لإرادة العمال وتلبية أهدافهم النبيلة .

إن معاناة العمال وما يتعرضون له من قمع وتنكيل ومن ملاحقة يومية وحرمان من العمل من قبل الاحتلال وما يواجهونه في ظل عدم الاحتكام إلى المحاكم العمالية وعدم تطبيق قانون العمل الفلسطيني فانه لا بد من تنظيم الأمور العمالية النقابية والعمل على مراجعة أوضاع كافة المنظمات العمالية لتفعيل دورها وإشاعة المناخ الديمقراطي داخل أطرها وهيئاتها لتكون قادرة على مواجهة الواقع الانقسامي وقادرة على تحقيق أهدافها .

إن وحدة العمال وتنظيمهم النقابي يجب أن تكون على سلم أولويات كل النقابات وكل النقابيين وكل الوطنيين من قوى وأحزاب ومؤسسات وان تظل الشغل الشاغل حتى تتحقق من اجل مصالح وحقوق عمالنا لان الانقسام في الحياة النقابية وتعددية المؤسسات النقابية وتمزقها لا يمكن أن يصب في صالح العمال ، وهذه دعوة موجهة إلى كل العمال أن يتوحدوا حتى يتوحد تنظيمهم النقابي في الاتحاد العام لعمال ونقابات عمال فلسطين .

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً