صحيفة “يسرائيل هيوم” : لا مـــفـــر مــــن عمـلـيـة بـــريــة محـــــدودة في غزة

2019/08/20
Updated 2019/08/20 at 12:58 مساءً

رام الله -سما-مفهومة حجج المعارضة لخطوة عسكرية واسعة النطاق في غزة. فجذور منظمة حماس مغروسة عميقا في السكان المحللين واحتمالات اقتلاعها طفيفة.
مفهوم أيضا الخوف من المصابين ومن دخول في خطوة من شأنها أن تتعقد، وكذا أيضا الأولوية الاستراتيجية للتحديات الكامنة في الساحة الشمالية.
تتصرف إسرائيل لهذه الأسباب وغيرها الآن بقوة محدودة وصبورة ضد حماس، حتى في ضوء أحداث التسلل الأخيرة.
هذا التكتيك يستهدف التقليص قدر الإمكان لقدرتها على إلحاق الضرر، وبالتالي فإن مفهوم استخدام القوة المفضل لدى الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة هو «استخبارات نارية»: قتال يشدد على نيل معلومات استخبارية دقيقة، وفي أعقابها استخدام نار دقيقة (في معظمها من الجو)، في ظل التوقع بأن يؤدي هذا الخليط الناجح إلى تغيير في سلوك حماس. هذا النهج يوفر الخسائر أيضا.
ولكن لشدة الأسف، فإن الهدوء على طول الحدود لم يتحقق، وطالت مدة المواجهات العنيفة، ما أدى لإطالة أوضاع الطوارئ في الجبهة الداخلية، بكلفاتها الاقتصادية، وخلق إحساس للإنجاز في الطرف الآخر.
فالعدو يتعلم أيضا الدروس ويبذل جهوداً لمنع الاستخبارات الدقيقة عن الجيش الإسرائيلي وتقليص نجاعة النار الإسرائيلية بوساطة التحصن، التوزع، التخفي واستخدام الدروع البشرية. تفهم حماس امتناع إسرائيل عن احتلال القطاع وهي تشعر بأنه يمكنها مواصلة المواجهات مع إسرائيل دون أن تدفع ثمنا باهظا.
ولكن يخيل أنه لا مفر من جباية ثمن باهظ أكثر من حماس، بين الحين والآخر، يخلق ردعا طويلا أكثر.
يبدو أن معركة برية لفترة محدودة ستحقق نتيجة أفضل من النشاط حتى الآن.
ينبغي المناورة في أرض العدو، العثور عليه وإبادته، أو أسر رجاله (في ظل تحطيم أسطورة «المقاومة»).
إن جهود «الاستخبارات النارية» مهمة، ولكنها لا يمكنها أن تشكل أكثر من دعم للجهود الأساسية، التي هي الجهود البرية.
على الجيش أن يكون جاهزاً لتنفيذ مناورة واسعة وسريعة. أولا، توجد أهمية لاحتلال أرض هي قاعدة انطلاق للمنظمات العسكرية لسحب حرية العمل منها.
وتقليص النار المتواصلة على مواطني إسرائيل لن يتحقق إلا من خلال قوات مناورة تسيطر على الأرض، تصفي قوات العدو وتمنع إطلاق الصواريخ.
ثانيا، فإن قدرة المناورة هي أداة مركزية لتحقيق الردع. فالعدو كفيل بأن يمتص ضررا جسيما من الجو، ولكن وجوده ككيان سلطوي لا يكون عرضة للخطر.
وبالمقابل، فإن احتلال أرض واسعة يفرض تحديا أكبر بكثير. وتمثيل قدرة المناورة والحسم ضروري لتعزيز الردع ولدحض التقدير بأن المجتمع الإسرائيلي ضعيف ويخاف من الإصابات. صحيح أن للاحتكاك العالي توجد أثمان، ولكن مدة القتال القصيرة نسبيا كفيلة بأن تؤدي بالذات إلى عدد قليل من الإصابات في الجبهة وبالتأكيد في الجبهة الداخلية.
وأخيرا، المناورة هي أداة مركزية لحسم الجيش التقليدي، وهذا تهديد من شأنه أن يتحقق في جبهات أخرى.
أما تطوير قدرة مناورة برية للجيش فهو خطوة تحتاج إلى الوقت، وإهمالها هو رهان خطير.
باختيار المناورة البرية في غزة، يوجد أيضا اعتبار أخلاقي: وضع يصبح فيه المواطنون السور الواقي للجيش الإسرائيلي ليس وضعا مقبولا.
إن الحملات الكبرى، التي تجرى بين حين وآخر، تحدث الردع المؤقت الذي يسمح بفترات هدوء طويلة ويمنح الهدوء لسكان غلاف غزة.
الجمهور الإاسرائيلي ملزم بأن يفهم أن في غزة لا توجد «ضربة واحدة وانتهينا»، بل صراع قوى متواصل ينتصر فيه المرء بالنقاط.
والقدرة الإسرائيلية على إدارة حرب استنزاف في غزة والحفاظ على طيف واسع من إمكانيات العمل، يدل بالذات على القوة الإسرائيلية.
عن «إسرائيل اليوم»
*بروفيسور، رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن.

بقلم: افرايم عنبر

Share this Article